العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ

الوقود الحيوي (3/3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا البحث المتواصل من أجل التحسين وإيجاد المزيد من البدائل، نوهت إليه دراسة في مجال الطاقة بأن أنواع الوقود التقليدية مثل البنزين والديزل قد يحل محلها الجيل الثاني المطور من الوقود الحيوي في الأعوام القليلة المقبلة، إذ يمكن استخدام المواد العضوية في إنتاج كميات كافية من الوقود الحيوي بغرض تغطية نسبة 20 في المئة من احتياجات الوقود الحالية.

من ناحية أخرى تطرق ممثلون من الحكومة الألمانية وشركات الزيوت المعدنية وإنتاج السيارات للحديث عن تحقيق مزيد من التطوير في هذا المجال، وسط توقعات من الخبراء أن يتمتع الوقود الحيوي بإقبال من العملاء في محطات التزود بالوقود بدءا من العام 2012.

ومن المتوقع أن يغطي الجيل الثاني من الوقود الحيوي نسبة 35 في المئة من احتياجات الوقود في ألمانيا حتى العام 2030.

وذكر رئيس قسم تطوير الوقود الحيوي في وزارة الزراعة كليمنس نويمان أن أنواع الوقود الحيوي تعتبر البديل الوحيد حتى الآن لأنواع الوقود الأخرى القديمة، موضحا دورها المهم في سلامة الإمداد وحماية المناخ.

أما على صعيد البدائل الجديدة في موضوع الطاقة الحيوية فيمكن الحديث عما قامت به حديثا شركة كندية بشأن الاستعاضة عن الوقود الاحفوري مثل النفط أو الحيوي التقليدي المستخرج من منتجات زراعية والتحول نحو الحيوانات، مؤكدة أن في هذا التحول - أيضا - حلا لمشكلة القلق تجاه ارتفاع درجة حرارة الأرض.

فقد بدأ مصنع كلفته 14 مليون دولار كندي (12 مليون دولار أميركي) بالقرب من مونتريال في انتاج وقود حيوي من عظام وأمعاء وأجزاء أخرى من الأبقار والخنازير والدجاج التي لا يأكلها الكنديون.

وقال مدير التسويق بالشركة التي تشغل المصنع رون وردروب: «نحن نستخدم مخلفات الحيوانات لتقليل الانبعاثات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري».

وأضاف وردروب «نحن في حاجة الى المزيد من هذا الشيء». ويقع المصنع في سانت لورانس ريفر بالقرب من مونتريال. وكان وردروب يخاطب ممثلي 189 دولة اجتمعوا هناك لبحث سبل الحد من تغير المناخ الذي تتسبب فيه انبعاثات غازات الوقود الاحفوري المسببة لارتفاع درجات الحرارة.

وتنبعث عن الوقود الحيوي نسبة ضئيلة من العادم، مقارنة بوقود البنزين أو الديزل ونادرا ما ينبعث منه أي من الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة التي يقول علماء إنها قد تسبب فيضانات وعواصف وارتفاعا في مناسيب البحار في العقود المقبلة.

واذا شغل مصنع روثساي بكامل طاقته فسينتج 35 مليون لتر وقود حيوي سنويا وهو ما قد يسيّر 16 ألف شاحنة صغيرة أو 22 ألف سيارة.

وقال وردروب إنه يعتقد أن مصنع روثساي هو الثالث من نوعه في العالم بعد مصنع في المانيا وآخر في كانتاكي. وتحصل المركبات التي تعمل بالوقود الحيوي على اعفاءات ضريبية أو دعم من الحكومات.

وأضاف «بمساعدة الحكومة يصبح الوقود الحيوي ذا ميزة سعرية تنافسية في الوقت الذي يصل فيه سعر برميل النفط إلى 55 دولارا». وأضاف انه لن يستطيع المنافسة إذا انخفض سعر البرميل الى 20 دولارا.

وينتج الوقود الحيوي بمزج زيوت أو دهون طبيعية بمواد كحولية مثل الميثانول أو الايثانول. ويتمخض عن تلك العملية الوقود الحيوي والجلسرين.

الغريب في الأمر أن البلدان العربية هي من البلدان التي تتمتع بثروات زراعية ضخمة مصدرها الرقعة الزراعية الواسعة، بما فيها تلك غير المستصلحة، ولديها ثروة حيوانية كبيرة بما فيها تلك التي لا تصلح للاستخدام في الأكل أو الإنتاج، لكنها على رغم ذلك لم تلتفت نحو أي نوع من أنواع الوقود الحيوي.

ولمن يتوهم أن في ذلك منافسة مباشرة مع النفط بوسعه العودة لأدبيات شركة شل ليكتشف أنها من اوائل العاملين في صناعة وتطوير الطاقة الحيوية.

ويجدر التنويه هنا إلى أنه بحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نسبة استعمال الطاقة الحيوية في البلاد العربية تشكل 18 في المئة فقط من الطاقة العربية المستهلكة. ومعظم ذلك الاستخدام يتم في الدول العربية الإفريقية (السودان، الصومال، موريتانيا والمغرب)، علما بأن إجمالي استهلاك الطاقة في العالم العربي العام 2005 تقدر بنحو 400 م.ط.م.ن.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1602 - الأربعاء 24 يناير 2007م الموافق 05 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً