مازالت رحلتنا إلى مدينة «سافرة» وقرية «دار كليب» تزخر بلقاءات أخرى...
أحد سكنة «سافرة» (36 عاما) رفض ذكر اسمه الكامل، سألته عن احتياجات المنطقة فقال: «كل شيء قاصر»، أثار جوابه استغرابي فكررت عليه «كل شيء؟ كيف؟» فقال: «لا يوجد خباز في المنطقة ولا برادة ولا محل لكي الملابس»، وللأمانة فإنّ «خباز سافرة الكبير» والأسواق العامة لم يكونا بعيدين عنا!، وأضاف قائلا: «هذه المنطقة تضم حوالي 400 بيت كلهم باكستانيون و12 بيتا لنا نحن العرب».
شريف الحمر (28 عاما - دار كليب)، سألته عن مدى استفادة الأهالي من بيوت الإسكان التي تحيط بقريته، فأجاب: «قليلة هي المنازل التي أعطيت للأهالي، وهنا بعض المنازل بها عائلات كبيرة قد يصل عددها إلى العشرين ويسكن المتزوجون في منزل عائلتهم، فأنا مثلا متزوج وأسكن مع والدي وعائلتي».
شخص رفض ذكر اسمه (سافرة): «أنا متزوج وعاطل عن العمل لأني لم أكمل دراستي وخرجت من الإعدادي، وهذا هو منزلنا»، سألته عن منزلهم الذي يتكون من طابقين فقال: «يضم البيت الواحد هنا خمس غرف ومطبخا وحمامين».
في دار كليب سألت الطفل (محمد - 11 عاما)، إن كان يلعب الكرة فقال: «أنا لا ألعب الكرة هنا لكن الأطفال يلعبون هناك، والساحة هم الذين أعدوها لأنفسهم»، ومن يدري أين يذهب الأطفال يوم أن يبني صاحب الأرض عليها بيته
العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ