شهدنا في العام الماضي صداماتٍ واحتجاجاتٍ على إزالة رجال الأمن «السواد» من بعض القرى في المنطقة الغربية، وها هو السيناريو يتكرر مجددا هذا العام في مشهد ينم عن تداخل واضح في الاختصاصات بين البلدية ووزارة الداخلية، يدفع ثمنه المجتمع الذي يعيش اضطرابا في الوقت الحالي؛ بسبب الحوادث التي تمر فيها المنطقة من صراع طائفي وتخوين. ليس لديّ دليل قاطع على أن وزارة الداخلية هي من أزالت اللافتات من دمستان وكرزكان فجر أمس (الخميس)، ولكن أقول: إن أية جهة حكومية كانت من فعل ذلك تتحمل تبعات القفز على البلدية، التي يبدو أنه ليس لها علم بالأمر وما يدل على ذلك حديثي مع رئيس مجلس بلدي «الشمالية» يوسف البوري، الذي أكد أن المجلس لم يوعز إلى البلدية اتخاذ هذا الإجراء.
لا يخفى على أي متتبع أن الكثير من البحرينيين يحركهم الدين وربما الدافع الإيماني بهذا المذهب أو ذاك، وقد لا أبالغ إن قلت إن بعض الدعوات الرسمية قد لا تلقى تجاوبا من البعض بقدر دعوة من عالم دين، وبالتالي فإن طبيعة التعامل مع مثل هذا المجتمع يجب أن تكون حذرة من قِبل جميع الأطراف، لا لشيء إلا للحفاظ على وحدة هذه الأمة ونسيجها الاجتماعي من التفكك، فالصدامات دائما ما تنتهي إلى عواقب وخيمة لا أعتقد أن أي مواطن يرغب فيها.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ