لم يكن لدي أدنى شك في أن يدخل الملك على الخط ويرسم بسمة ولو طفيفة على شفاه بنات الرجل العزيز واللاعب القدير المرحوم سمير عبدالله، الذي توفي يوم الجمعة الماضي بعد أن غرق في بحر من الآلام، وهذه اللفتة الكريمة من الملك ما هي إلا تأكيد على رعايته المثالية للأسر اليتيمة والأرامل في سبيل تأمين الحياة الكريمة في مثل تلك الظروف القاسية، وإن كانت لمن حمل شعار المنتخب في البطولات كلاعب مقاتل من أجل البلد خصوصية فلم نلحظها إلا بعد تدخل ولي العهد لحل مسألة علاجه، ولكن الموت كان أسرع، والآن بعد تدخل الملك لتأمين الحياة الكريمة لهم لبناته وزوجته، واللافت أن المبادرات جاءت من السلطة العليا في البلد، في الوقت الذي لم نسمع فيه أية مبادرات أو بوادر مبادرات من المسئولين في الرياضة البحرينية على رغم أن الفقيد قبل كل شيء كان رياضيا خدم البلد سنين طوالا.
ورحيل الفقيد عن هذه الدنيا مازالت تمثل صدمة كبيرة للشارع الرياضي بالإضافة إلى محبيه، وكان الجميع يتساءل «أين خصوصية لاعبي المنتخبات الوطنية؟!» فهذا الفقيد ظل طريح السرير الأبيض يقاوم الموت لحظة بلحظة، ودفع جسمه الممتلئ ثمنا لذلك، وتالله إنني زرته قبل أكثر من أسبوع على رحيله فلم أعرفه، ولو سألوني أي الموجودين سمير، لقلت ليس هنا؛ فلقد غيرت معاناته هيئته الجميلة. وفي المقابل، بحت الأصوات المطالبة بالتدخل في علاجه، ولكن «ما من مغيث»، وأنا لا أريد إعادة القصة الأليمة ولكن أتساءل مع المتسائلين: أين خصوصية لاعبي المنتخبات الوطنية؟! وكيف يقدر من خدم المملكة سنين في الملاعب والصالات الرياضية؟! أيقدر بالإهمال أم يقدر بالاهتمام؟! ولذلك فإن قضية سمير عبدالله جديرة بالمناقشة، ويمكن الرجوع إليها تفاديا لما هو جديد وخصوصا من قبل السلطات الرياضية.
وفي ذات يوم، حدثني أحد الأصدقاء يقول لي: أتدري لماذا لم يحرك المسئولون الرياضيون ساكنا؟! قلت له لماذا؟! قال لي لأن سمير عبدالله لاعب كرة يد وليس لاعب كرة قدم، فلو كان كذلك لكان الاهتمام به منذ اللحظات الأولى... ويقول الصديق... «نعم كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم وليس في البحرين، ومن الطبيعي أن ينصب الاهتمام عليها في البحرين، وأن تقدم المكافآت الكبيرة والرعاية الكبيرة للاعبيها على العكس تماما من بقية الألعاب، ولكن ليس معنى ذلك أن النواحي الإنسانية لا تكون متكافئة»... شخصيا، لا تعليق!
وفي الإطار ذاته، أتمنى من اللجنة الخيرية المتطوعة ألا تقف مع نهاية حياة الفقيد، فتأمين حياة بناته وزوجته واجب على الجميع، والكل مطالب بالعمل بهذا الاتجاه، ولذلك فاللجنة مطالبة بوضع هدف أساسي لها تسعى إلى الوصول إليه، وأنا شخصيا أقترح أن يكون شعارها «نحو جمع 100 ألف دينار من أجل سمير عبدالله... «نعم هذا المبلغ يعد كبيرا ولكنه رمزي؛ يرمز إلى ما كان يحتاج إليه الفقيد في وقت من الأوقات من أجل العلاج في مستشفى سعد التخصصي، واتحاد اليد ونادي المحرق والنادي الأهلي ونادي البحرين مطالبون أكثر من غيرهم بالعمل في هذا الإطار، ولا أنسى أن أقول ان اللجنة لابد أن تشمل أطرافا من الجهات الأربع التي ذكرتها حتى تكون أكثر تواصلا وفعالية.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ