قال الشيخ عيسى قاسم في كلمة له في مهرجان الوفاء الذي نظمه أهالي قرية عالي تأبينا للراحل الشيخ عبد الأمير الجمري مساء أمس (الخميس) في عالي ان : «رحيل الشيخ الجمري يعتبر موتا فقط وليس فناء، لأنه مازال موجودا، واننا اليوم في دورة مواصلة الإصرار على الإرادة وتحمل المسئولية التي أورثها الشيخ الجمري، وهي التي من خلالها نحدد إما أن نصل إلى طريق الخير أو الشر».
وأضاف قاسم أن «الشيخ الجمري أعطى الكثير من جهده وماله في الدين والسياسة والكتابات وغيرها، و لو توافر له الجو السامح في باقي حياته، لكان رجل فِكر اكبر مما وصل وتطلع إليه، باعتبار أن الشيخ على رغم ما توصل إليه حتى آخر سنواته، كان يتطلع لما هو أفضل وأرقى وأصلح للدين ولأبناء شعبه»، موضحا أن «الشيخ الجمري جمع بين صفتين كبيرتين، وهما التواضع والذات، إذ لم يكن من السهل على أي فرد أن يرصد أو يرى من الشيخ لحظة يستهدف من خلالها التكبر أو ما شابه ذلك مع الناس، فهو كان يمتلك صفة تمتاز بالذات الإيمانية وبذاته الشخصية من وجه آخر».
كما كانت هناك كلمة لابن الشيخ الراحل النائب محمد جميل الجمري الذي قال من خلالها إن «الشيخ الجمري طوال فترة حياته كانت له مبادرات كثيرة وسريعة في شتى الميادين سواء على الصعيد الديني أو السياسي أو الاجتماعي، فهو اعتاد على اتخاذ القرارات المدروسة والسليمة، وذلك كله فيما يخدم في الأخير الدين أولا والناس ثانيا من خلال التواضع والتآلف بين الناس»، موضحا أن «الشيخ الوالد عاش على رغم ما قدمه للدين والوطن، حياة مريرة ومشفقة حتى سنواته الأخير، التي عانى فيها من الضغط والسجن وبلاءات كبيرة أثناء مبادراته السياسية في أواخر عمره».
ونيابة عن أهالي قرية عالي طالب النائب عن الدائرة سيدعبدالله العالي في كلمته بأن «يكون هناك توثيق رسمي للشيخ الجمري باعتباره رمزا من رموز الحركة الإصلاحية في البلد، من خلال عمل كتاب يحمل كل ما يخص الشيخ الجمري طوال فترة حياته، أو عمل مركز ديني ثقافي باسمه، أو تسمية أحد الشوارع أو الساحات العامة باسمه. وذلك لأن الشعب اليوم هو من يتحمل مسئولية ما أورثه لنا الشيخ بعد وفاته «، موضحا أن «الشيخ الجمري ليس محتكرا على قرية بني جمرة فقط، وإنما وقعه على البحرين ككل لما تركه من أثر في تغير أو إلغاء أو إقرار قانون أو قرار معين».
كما ألقى الشاعر عقيل ميرزا قصيدة نعي من خلالها الشيخ الراحل من خلال سرد لبعض وقائع حياته في السنوات الماضية، إضافة إلى أنشودة ألقتها فرقة الولاء الإسلامية في حب الشيخ الجمري ونعيا لوفاته. واختتم الحفل بتكريم أفراد عائلة الشيخ الجمري وصحيفة «الوسط» لما أبدوه من تعاون كبير وجبار في المضي على نهج الفقيد الراحل.
العدد 1596 - الخميس 18 يناير 2007م الموافق 28 ذي الحجة 1427هـ