كانت فكرة إقامة مؤتمر صحافي في مدينة الرياض التي استضافت دورة كأس (15) بحضور حشد كبير من الإعلاميين السعوديين والخليجيين والعرب، بمثابة فكرة مجنونة، محفوفة بالمخاطر، إلا أنها كانت فكرة صائبة!

في ذلك المؤتمر طرح رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة كتابه «خليجي1 الفكرة والتأسيس» والتي عارض فيها ما يروجه الإعلام السعودي من أن إقامة دورة كأس الخليج فكرة سعودية! فقد حرص في هذا الكتاب على عرض وثائق ومراسلات رسمية بين الاتحاد البحريني لكرة القدم واتحادات قطر والكويت والسعودية من جهة... والمراسلات الخاصة بالاتحاد الدولي...

وحينما عارض الكثير من الصحافيين في المؤتمر الصحافي طرح هذه الفكرة... أجابهم بهدوء... هذه وثائقنا ومراسلاتنا... فهاتوا ما يثبت صحة كلامكم؟

أما قصة حصول رئيس المؤسسة العامة على هذه الوثائق والمراسلات فقد كانت في حوزة والده رئيس الاتحاد الأسبق الشيخ محمد بن خليفة الذي تبوأ الرئاسة في المدة ما بين 1965 لغاية 1974 وهي الفترة التي عاصرت قيام خليجي (1) والتي طرحت فكرتها بشكل رسمي العام 1969 حينما زار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السير ستانلي راوس البحرين... وبعد موافقته تمت مخاطبة كل من السعودية والكويت وقطر لحضور الاجتماع الذي عقد في المنامة في يوينو/ حزيران 1969، وقد حضره من الكويت أحمد السعدون ومن السعودية إبراهيم الشامي، ومن قطر عبدالعزيز بوزوير وأحمد الأنصاري، إذ تم في هذا الاجتماع إقرار النظام الأساسي للدورة.

ومن المعلومات الظريفة التي وردت في كتاب خليجي (1) الفقرة الخاصة بكأس دورة الخليج الذي تم صنعها في لبنان من الفضة الخالص والذهب الخالص.

وبلغ قيمة الكأس 860 دينارا بحرينيا قسمت بالتساوي على الدول الأربع فقامت كل دولة بدفع 215 دينارا.

وأشار الكتاب إلى النجاح الباهر الذي حققته الدورة والحضور الجماهيري من الدول المشاركة فبلغ مدخول جميع مباريات خليجي (1) 10.760 دينار ا بحرينيا!

هكذا كانت خليجي (1) وشتان بينها وبين خليجي (18) التي تنطلق اليوم في أبوظبي بمشاركة 8 منتخبات من الخليج وشبه الجزيرة العربية، إذ أعلن رئيس اللجنة المنظمة الشيخ حمدان بن مبارك أن حجم المصروفات على الدورة قد بلغ 62 مليون درهم (ما يعادل 17.3 مليون دولار) منها 35 مليونا للقرعة والافتتاح و10 ملايين للألعاب المصاحبة!

بمعنى آخر صرفت اللجنة المنظمة 45 مليون درهم قبل أن تنطلق خليجي (18)... إلا أن هذه المبالغ الكبيرة لها انعكاساتها السلبية فلأول مرة منذ انطلاقة خليجي (1) لن تنقل مباريات الدورة محطات تلفزيون البحرين وعمان... واعتذرت قناة الجزيرة عن النقل بطريقة ذكية مفضلة كأس العالم لكرة اليد على دورة كأس الخليج... ما يدل على أن هذه الدورة بدأت تأخذ منعطفا آخر يختلف عن الخط الذي رسم لها في خليجي (1) حينما كانت فعلا العرس الخليجي.