أن تنتظر في طابور طويل جدا أمام محل للسندويتشات أو المعجنات، وعندما يصل دورك يقول لك البائع: «آسف نفدت الكمية!»، لن تحل بك الكارثة! لأنك ببساطة ستجر أذيالك إلى محل آخر يتوافر فيه طلبك وينتهي الأمر. ولكن أن تأخذ ابنك إلى طوارئ السلمانية وهو ينزف من رأسه، أو تأخذ أحد أقربائك تعرض للتو إلى جلطة في القلب أو الدماغ، فيقال إليك: «نأسف... لا يوجد سرير شاغر في المستشفى» فهذه هي الكارثة بعينها! هذا ما حدث لـ 66 مريضا قبل يومين كانوا على قائمة الانتظار، بسبب عدم وجود شاغر في أسرّة الأجنحة، ويعتبر هذا العدد من المنتظرين الأول في تاريخ مستشفى السلمانية الطبي.
إذا أردت أن تشهد أكبر انتهاك للدستور في البحرين، فما عليك إلا أن تتجوّل بين أولئك المرضى الذين ينتظرون خلو سرير واحد، ليلقى أحدهم جزءا يسيرا من الرعاية الصحية التي نصت عليها الفقرة (ج) في المادة الخامسة من الدستور! فتعهد الدستور بتحقيق الرعاية الصحية لا قيمة له عندما ينتظر النازفون، وذوو الجلطات، ومرضى القلب سريرا يصارعون فيه الموت! وهنيئا لأولئك المقتدرين من الشعب الذين سيستغنون عن دخول بوابة الطوارئ، وتعسا للفقراء والمعوزين الذين ليس لهم غير دخول هذه البوابة التي لا يعرفون كيف سيخرجون منها... هل على أرجلهم أم على النعش!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1593 - الإثنين 15 يناير 2007م الموافق 25 ذي الحجة 1427هـ