العدد 1591 - السبت 13 يناير 2007م الموافق 23 ذي الحجة 1427هـ

اللوبي الإسرائيلي في مواجهة الضمير الإنساني

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

بحسب الأنباء الواردة من أميركا، فإن 14 عضوا في المجلس الاستشاري لمركز الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر استقالوا في الأيام الماضية من منصابهم احتجاجا على كتاب أصدره كارتر تناول النزاع العربي - الإسرائيلي، واقترب الكتاب من تشبيه الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بممارسات النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا. واحتج احد المستقيلين بما ورد في كتاب كارتر الذي تحدث فيه عن ضرورة أن تتوقف العمليات الانتحارية الفلسطينية في حال قبلت «إسرائيل» بالقانون الدولي وبمعاهدة سلام دولية، معتبرين أن مثل هذا الحديث وكأنه يبرر المقاومة الفلسطينية الحالية.

في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كتب المحكم البريطاني المسئول عن التحقيق في صحة ما ينشر في الصحف البريطانية ايان مايرز، مقالا في «الغارديان» البريطانية يشرح فيه كيف احتجت إحدى منظمات اللوبي اليهودي الأميركي، واسمها «كاميرا»، على مقالين كتبهما مراسل الغارديان في القدس يقارن فيهما ما يشاهده في فلسطين، وما كان يجري في جنوب إفريقيا. وقال مايرز - ما ملخصه - لقد احتجت منظمة محترفة في اللوبي المساند لـ «إسرائيل» على مقالين نشرا في الغارديان في فبراير/ شباط 2006 لمراسل الصحيفة كريس ماك جريل، وتبادلنا الرسائل ورفضت احتجاجاتهم على المقالين، وبعد ذلك اشتكى اللوبى لدى مجلس الشكاوى الصحافية (البريطاني) واستمع المجلس لاعتراضات اللوبي الذي يتخذ من مدينة بوسطن الأميركية مقرا له، ولكنه توصل إلى النتيجة نفسها التي توصلت إليها، وهي أن المقالين ليس فيهما ما يعتبر انحيازا ضد «إسرائيل».

ويضيف مايرز»ولكن تسلمت شكاوى أخرى من اللوبي ذاته ضد المراسل الجديد في القدس لصحيفة «الغارديان» روري ماكارثي، يحتجون فيها على ذكر المراسل لعدد الضحايا الفلسطينيين»وعقب مايرز «في أن المقالات دقيقة ولا تحتاج إلى تصحيح». وعليه، فإن اللوبي الإسرائيلي منزعج جدا لان الغرب بدأ يتحدث عن الممارسات العنصرية لنظام الدولة العبرية، التي طرحت نفسها بأنها ممثلة لقيم الديمقراطية في منطقة مظلمة بالدكتاتورية، ولكن الواقع هي أنها ديمقراطية عنصرية خاصة بفئة معينة من البشر يتم تفضيلهم على غيرهم من بني البشر الآخرين، وهو ما يعتبر مرفوضا لدى المجتمع الدولي. إن الخشية هي أن المؤسسة التي تحكم على أساس عنصري ستخلق الأزمات والحروب بغرض إبعاد العالم عن التفكير بمنطقية فيما يجري في منطقتنا، وإذا كانت لدينا دكتاتورية مظلمة، فإن العنصرية التي تمارس في فلسطين ضد الفلسطينيين هي جزء من الصورة المظلمة في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1591 - السبت 13 يناير 2007م الموافق 23 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً