بعد مرور نحو عشرة أيام من إعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، لاتزال مشاهد الإعدام تأتينا على شكل حلقات متسلسلة، ففي مساء اليوم الأول من حادثة الإعدام شاهدنا الحلقة الأولى والتي بدأت من صعود صدام على درجات المشنقة حتى لف على عنقه حبل المشنقة، ثم جاءتنا بعدها الحلقة الثانية لكنها كانت مسربة أو مهربة، ورأينا عملية الإعدام وتلفظ الأخير بالشهادتين حكاية لموقف فرعون حينما شارف على الغرق إذ قال «آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ».(يونس:10)
وبالأمس كانت الحلقة الثالثة والتي ظهرت فيه جثة صدام بعد فترة قصيرة من إعدامه و ظهرت فيه ما بدا أنها آثار جروح على رقبته ووجهه. وهو ممدد على سرير نقال ومغطى بشرشف أبيض وهو ما يزال مرتديا القميص الأبيض والرداء الأسود الذين ظهر فيهما أثناء إعدامه.
هذا التتابع في الحلقات لن يقف وسيأخذ النقاش بشأنها الوقت الكثير، فيما سيكون هذا الأمر طبيعيا لملايين من البشر كانوا ينتظرون هذه اللحظات منذ سنوات، ولا ينغص على فرحتهم إلا بعض المغفلين في هذا العصر، الذين يمجدون الجلاد في حياته ومماته و ينقمون على الضحية فرحته.
لذلك ليس بغريب أن يدعو مجلس الأمة الكويتي الحكومة إلى إعادة النظر في العلاقات الخارجية السياسية والاقتصادية مع عدد من الدول في ضوء مواقفها من إعدام صدام التي اعتبرها المجلس «إساءة بحق مشاعر الكويت وشعبها».
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1587 - الثلثاء 09 يناير 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1427هـ