للتاريخ، يجب القول إن صدام حصل على امتيازات سخية منذ «استسلامه» للقوات الأميركية، وحتى إعدامه في دائرة الاستخبارات العسكرية المعروفة باسم «الشعبة الخامسة»، وهي لمن لا يعرف، المكان الذي «غيّب» فيه صدام آلاف العراقيين الأبرياء. وهي امتيازات لم يحلم بها ضحاياه، مجرد حلم، أيام حكم الرفاق والنفاق.
صدام في المعتقل كان يفضل تناول «الهمبرجر» أو «البيتزا» الأميركية الساخنة والفواكه سهلة الهضم ويشرب المياه المعدنية، في حين كان ضحاياه «يموتون» من شدة التعذيب أو من شدة الجوع. كما أن صدام حظي بمحكمة عراقية مدنية وخدمات «جوقة» من المحامين العراقيين والعرب والأجانب، دفعت لهم عائلة صدام ملايين الدولارات من التي سرقتها من أفواه الفقراء والأطفال والمساكين وتغطية إعلامية، في الوقت الذي كانت «محكمة أمن الثورة» تصدر قراراتها بإعدام المئات في دقائق من دون أن تتاح لهم حتى معرفة التهم الموجهة إليهم.
حتى تسليم جثة صدام لذويه ودفنها في «العوجة» وإقامة مراسيم العزاء تعتبر ترفا مقارنة بما كان يحدث في زمنه، إذ كان يدفن ضحاياه في مقابر جماعية في الصحارى بعيدا عن أهاليهم وأحبتهم الذين كانوا يخافون حتى من مجرد السؤال عن أبنائهم خوفا من بطش الأجهزة الأمنية... بإعدام الطاغوت يكون العراق قد طوى صفحة سوداء لم يشهد لها مثيلا في التاريخ، ليفتح صفحة جديدة وعاما جديدا بلا صدام حسين.
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1581 - الأربعاء 03 يناير 2007م الموافق 13 ذي الحجة 1427هـ