لأول مرة تشهد العاصمة العراقية في تاريخها المعاصر عيدين في آن، فقد خرجت جماهير غفيرة فرحا بشنق الطاغية السابق صدام، بعد أن تضاربت التصريحات بشأن موعد تنفيذ حكم الإعدام الذي نطق به منذ 55 يوما.
لقد انطوت حقبة من تاريخ الاستبداد في بلاد الرافدين بإعدام الرئيس المخلوع فقد كان شعاره وأتباعه «عليّ وعلى أعدائي» طالما سقط «البعث» فإن الحياة محرمة في العراق. ومع هذا كله كان لتوقيت تنفيذ الحكم بعض السلبيات التي كان بالإمكان تجنبها ما دام العراق أصبح دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية. فالدستور العراقي ينص على أن حكم الإعدام ينبغي ألا ينفذ في يوم عطلة وكان السبت عطلة. كما أن الرئيس العراقي جلال الطالباني لم يوقع على تنفيذ الإعدام ولم يصدر مرسوما رئاسيا بهذا الشأن كما هو الحال في غالبية الدول التي تحكم بالإعدام. ولم تخطر هيئة الدفاع عن صدام بموعد تنفيذ الحكم وهذا أيضا قصور باعتبار أن هناك حقوق إنسانية وعائلية ينبغي مراعاتها. وأخيرا كان من المفترض أن تتفادى حكومة المالكي تنفيذ الإعدام في هذه الأيام الحرم التي هي أوقات للتصافح والمصالحة الوطنية وتجنبا لجرح الشعور العام للعرب والمسلمين وخصوصا أن هناك نداءات انطلقت تطلب الإرجاء لتجنب التصعيد في أعمال العنف. وعموما كل ما حدث يدخل في المثل القائل «جنت على نفسهأ براقش»، فكل مستبد هذا هو مصيره فكما تدين تدان، وعلى الحكومة العراقية تحمل التبعات وحماية الأبرياء من كل ثأر محتمل ،وقديما قالوا «مصائب قوم عند قوم فوائد».
العدد 1578 - الأحد 31 ديسمبر 2006م الموافق 10 ذي الحجة 1427هـ