العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ

الوطن كان خياراً للجمري

منى عباس فضل comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أن تكون شاهد عصرك، على زمن الهزائم والظلم والفساد والتمييز واللاعدالة، يعني أن تكون أمام خيارين لا ثالث بينهما، خيار الصمت والارتهان للواقع، أو خيار رفع راية التغيير وقيادة سفينة الجهاد ومقاومة الظلم والفساد والتمييز واللاعدالة على الأكتاف. يعني أن تختار ما بين التماهي مع الخنوع والذل والمهادنة، أو تلبس رداء الثبات والشجاعة والإباء وتقديم قرابين التضحيات في رمزية تاريخية. يعني، المراهنة على تسيّد الظلام، أو حتمية شروق الشمس، هذه كانت خيارات شيخنا الجليل عبدالأمير الجمري في الزمن الحاضر. تلك الخيارات التي ولّدت القناعات وأضاءت لشعبنا مساقات تجربة نضالية من تجاربه التي لا دخول إلى عالم المناضلين والمجاهدين الشرفاء والأبطال، إلاّ بها، فكان انتصار الشيخ الجمري للخيارات الصعبة في حمل شعلة الجهاد والتغيير والمقاومة التي أفرزت زمناً جديداً ودروساً حملت في بطونها بذوراً من الشجاعة والصمود وقدّمت فصولاً من التضحيات. أن تكون في رحلتك المكانية، مرحلتك الزمنية، مسئولاّ أمام ربك، ونفسك، ووطنك وأبناء ديرتك، في قول كلمة الحق أمام واقع جائر، يعني في تاريخ وطننا البحريني، أن تكون ناكراً للذات، متعالياً على الصغائر، مقدماً للتضحيات، متقدماً الصفوف بكبرياء يعلو فيه صوت الحق، صامداً، مسئولاً، متنقلاً بين أقبية السجون وضيفاً مقاوماً في دهاليز القسم الخاص أو في الشتات والمنافي. ذاك، ما جعل من نكران الذات والصمود والكبرياء والإيمان بالحرية وعدالة مطالب الشعب دلالات تحمل في طياتها المضامين والمعاني الوطنية في سيرة فقيد الوطن شيخنا الجمري، فدوّن التاريخ بحروف من نار معاناته في أقبية سجون الظلام ومقاومته في غرف التحقيق الموبوءة، وإصراره على إحقاق الحق والعدالة والحرية.

وحينما يبكي شعب البحرين قائداً وطنياً ورمزاً روحياً كالجمري، ويرتدي السواد حزناً عليه، ويكتسي قلبه بالألم، فإنه يستذكر عطاءه وتضحياته وشجاعته وبأسه وصبره وآلامه وزوار الفجر وأعقاب البنادق ومسيلات الدموع والرصاص المطاطي وتكسير الأبواب ودموع الزوجات والأمهات، وحسرة الأبناء والبنات. يستذكر إيمان «شيخ الرجال» بتراب الأرض الطاهر، وحلمه بوطن يعم خيره ونوره على الجميع من دون استثناء، دونما تمييز لمذهب أو عرق أو لون. هذا ما نستلهمه من عبر التسامح والإخاء والقيم الإسلامية والإنسانية السمحاء، والحكمة والوطنية المسئولة التي تمثلها قولاً وفعلاً شيخ المجاهدين عبدالأمير الجمري، رحمة الله عليه?

إقرأ أيضا لـ "منى عباس فضل"

العدد 1574 - الأربعاء 27 ديسمبر 2006م الموافق 06 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً