العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ

وعادت «أزمة الرجال»!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

لا أدري ما الذي يشدني لكتابة الموضوع، ربما سيقول البعض إني من أولئك الذين يعيشون هذه الأزمة، من يدري... عموماً، عيد هذا العام سيكون مختلفاً عن بقية الأعياد، فإجازته الطويلة تنبئ بالشرّ للرجال، بالأحرى لموازنة الرجال التي ستتخلخل بلا جدال ولا نقاش، وخصوصاً أنهم لم يحصلوا لا على «عيدية» ولا على «بونس» ولا راتب إضافي ولا همك الله!

لنأتي على أبطال الأزمة تباعاً؛ لدينا موظفو القطاع الخاص وما أدراك ما موظفو القطاع الخاص، رواتبهم اقتطعت في المصارف والجمعيات قبل أن تدخل في الصراف الآلي، وكالعادة سيلجأون إلى طريقتين لا ثالث لهما؛ الطريقة الأولى والأنجع هي شراء الثياب بـ (اللوص)، فلا الراتب موجود ولا الموازنة تسمح بالتفلسف في دكاكين الموضة.

أما الطريقة الثانية وهي من الطرق الشائعة أيضاً فهي الاقتراض، أو تأجيل سحب القسط، وهو قرض من نوع آخر.

الدور على موظفي القطاع الحكومي، وهم أفضل حالاً من موظفي القطاع الخاص، ففي أسوأ الحالات لديهم راتبهم الشهري المرتفع نوعاً ما عن موظفي القطاع المظلم (الخاص)، ويتسلمون رواتبهم قبل بداية الشهر ما يسهل عليهم أمرين لا ثالث لهما أيضاً! التخطيط لصرف الراتب في محله وشراء حاجيات الشهر، والأمر الثاني هو احتمال صرف الراتب قبل ميعاده، وهنا تكمن المصيبة! فلا أحد من الرجال يتمنى أن «يصفر» جيبه قبل ميعاد الصفارة الشهرية!

كم هم مساكين، نعني بهم الرجال طبعاً، تراهم يحومون في الدكاكين والمجمعات والأسواق الشعبية، يلملمون أكياس العيال والزوجات وراءهم ويسحبون أذيال مصائبهم... ينتظرون صيحة الزوجة من خارج المحل، ويا لها من صيحة! لأنها تعني أمرين لا ثالث لهما؛ دفع المكتوب وياله من مكتوب، فترى الرجل يفرك لحيته وشعره إن بقي منه شيء حين يسمع السعر، ولا جدال فيه لأن ربة المنزل حسمت الموضوع!

والأمر الثاني يعني حمل الأثقال تباعاً ومراراً وتكراراً، واقتفاء أثر الزوجة من جديد لأنها ستدخل إلى محل آخر... فمن هذا المحل اشترت «التنورة»، ومن ذاك ستشتري الحذاء، وفي النهاية ستتفرغ إلى العطور والمكياج وكريمات البشَرة! أضف إلى القائمة ما تشاء لأنها قائمةٌ لا تنتهي...!

البحرينيون «يكسرون الخاطر» في كل شيء، فلا حديث لهم سوى عن الرواتب، ولا هم إلاّ همّ القروض التي تنهش من لحومهم نهاية كل شهر، ولا حزن كحزن انتظار منزل الأحلام، ولا مأساة كمأساة الحر والبرد، وبالمختصر المفيد: إنهم «مبتلشين» في حياتهم!

في القديم كان الناس يصلون صلاة الاستسقاء عندما تحبس السماء أبوابها وينقطع المطر، ونقترح الآن أن ينزل الناس إلى الشوارع ويصلّون صلاة ارتفاع المعاشات وإسقاط القروض، ولكن هناك مشكلة واحدة وهي أن هذه المشكلة لا حلّ لها في الأساس!

على أية حال... نحن لا نعني بأزمة الرجال النساء بتاتاً، فنساء البحرين لديهن هموم أكبر من هموم الرجال ولنترك هذا الحديث حتى يحين وقته...?

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً