العدد 1569 - الجمعة 22 ديسمبر 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1427هـ

طهران وواشنطن... فرص الحرب قائمة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

منذ نهاية الانتخابات الأميركية والتي أفرزت خسائر كبيرة في صفوف الجمهوريين، وما تبعها من استقالات في صفوف المحافظين الجدد في البيت الأبيض والكونغرس، يتراءى الإيرانيون وهم مشغولون بإبداء أقصى حالات «الشماتة» و»التشفي»، ولهم في ذلك مبرر مقبول، فرهان فرص الحرب على إيران في خضم هذا التوقيت السيئ بالنسبة لإدارة البيت الأبيض تبدو ضئيلة.

يبدوأن الإيرانيين أيضاً يدركون أهمية هذه الفرصة في ممارسة الإستقواء السياسي على المستوى الإقليمي في أكثر من اتجاه، في العراق بشكل خافت، وفي لبنان بشكل أوضح. وهذه المرحلة من فرد العضلات، والتي بدأها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في الإمارات هي مرحلة خطرة، لابد أن تدرك طهران أن الولايات المتحدة - وفق الكثير من المعادلات في الداخل الأميركي - تستطيع فعلياً أن تقوم بردة فعل مفاجئة بالنسبة للإيرانيين، وفي أي توقيت، وبما يشمل تلك المرحلة التي قد يخسر المحافظون الجدد فيها فرصة الإقامة في البيت الأبيض.

لقد كان الديمقراطيون - على الدوام - أكثر نعومة وميلاً للخيار الدبلوماسي في ملف الخارجية الأميركية، إلا أن هذا لا يعني البتة أن فرص استخدام القوة بالنسبة للديمقراطيين مستحيلة. الأميركيون - وفق معادلات عدة في الداخل الأميركي أيضاً - قد يدخلون حرب « كسر عظم» مع الإيرانيين، خصوصاً أن أمن «إسرائيل» بالنسبة للديمقراطيين هو خط أحمر أكثر منه كما هو الآن لدى الجمهوريين، والذين قد يوجهون بين الفينة والأخرى انتقادات حادة للدولة العبرية.

السلاح النووي الإيراني قبالة أمن «إسرائيل» هي المعادلة الأهم لدى الأميركيين، وعلى الإيرانيين أن يدركوا أن أي مؤشر آخر لن يكون بمقدوره أن يقلب هذه المعادلة لأي صورة قد يطمح الإيرانيون من ورائها لتسوية سياسية ما. ويعلم الإيرانيون والأميركيون معاً، وندرك نحن في الخليج أيضاً أن القدرة النووية الإيرانية لن تطال الإسرائيليين يوماً ما، إلا أن المصالح الأميركية في المنطقة قد تفرض على الأميركيين اللعب بهذه الورقة كورقة «أسلحة الدمار الشامل» في العراق، والشعب الأميركي سيصدق ذلك بلا شك.

إذا ما أراد الإيرانيون ان ينتهوا من بعبع الحرب الأميركية فعليهم أن يكونوا جادين في المضي قدماً في الخيار الدبلوماسي مع القوى العظمى، وتأتي سلسلة الاتفاقات الأمنية بين دول الخليج والناتو كمؤشر جديد على خيار حسم عسكري جديد في المنطقة، لا نعلم - حتى الآن - إحداثيات مسرحه. في الجهة الأخرى يدرك الأميركيون أن خيارات الحل الدبلوماسي مع طهران قد تأتي بثمارها في «بغداد»، على أن أسطورة التحالف السري بين الأميركيين والشيعة ستكون - بالنسبة للسنة في العراق وفي باقي دول المنطقة - الأسطورة التي أصبحت حقيقة، وقد يكون العراق مسرح النتائج المباشرة أيضاً?

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1569 - الجمعة 22 ديسمبر 2006م الموافق 01 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً