العدد 1565 - الإثنين 18 ديسمبر 2006م الموافق 27 ذي القعدة 1427هـ

قطر عملاق آسيا

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

أثبت الرياضة مجددا أنها لغة عالمية قادرة على توحيد الشعوب وتقريبها من بعضها بعضا لكون الجميع يفهمها من دون الحاجة إلى تعلم مفرداتها.

قطر نجحت خلال استضافتها للآسياد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من شد أنظار جميع شعوب القارة الصفراء إليها لمتابعة منتخبات بلادها التي تشارك في هذا العرس الآسيوي.

وإذا كانت البحرين أصغر دول آسيا مساحة ربما، فإن قطر هي بلاشك أصغر دول القارة الصفراء من ناحية التعداد السكاني. غياب الثروة السكانية لم يكن عائقا أمام طموحات القطريين الإقليمية وحتى العالمية في شتى المجالات.

استطاعت قطر استغلال هذه البطولة الآسيوية خير استغلال سواء من خلال حسن التنظيم وجودة المنشآت لتبعث رسالة قوية إلى اللجنة الأولمبية الدولية تطالبها فيها بمنحها حق استضافة أولمبياد 2016.

هي أيضا استغلت هذه البطولة لنشر جزء من الثقافة العربية الإسلامية وعرض بعض تراثها التاريخي الخالد، لتؤكد للعالم أجمع أن العرب والمسلمين ليسوا إرهابيين فقط كما تحاول بعض الجهات الإعلامية تسويقه!

حفلا الافتتاح والختام تضمنا الكثير من الرسائل التي عملت قطر على إيصالها إلى العالم بصورة احترافية مميزة عرفتهم من خلالها على تاريخها وتاريخ منطقتها ونظرتها ونظرة جيرانها إلى المستقبل.

ربما كانت هذه الأمور جزءاً من رسالة قطر التي أرادت التحول إلى عملاق آسيوي إلا أن أهم الرسائل التي وجهتها قطر كانت على المستوى الرياضي.

نعم الرياضي، فعلى رغم أن قطر كانت أفضل الدول العربية المشاركة في ترتيب الميداليات فإنها كانت الأفضل آسيويا على مستوى الألعاب الجماعية.

الألعاب الفردية وعلى رغم أهميتها في تحقيق الميداليات فإن الألعاب الجماعية تبقى ذات نكهة وطعم آخر، وهي العصب الأساسي للرياضة الذي تتوجه له الجماهير حول العالم.

في الألعاب الجماعية كانت قطر الأبرز على مستوى القارة الأكبر على مستوى العالم، فمنتخب القدم القطري نال الميدالية الذهبية، ومنتخب اليد وصل النهائي وحل في المركز الثاني خلف الكويت، ومنتخب السلة وصل أيضا النهائي ونال الميدالية الفضية خلف الصين، ومنتخب الطائرة وصل الدور نصف النهائي وخسر البرونزية أمام السعودية.

هذه الإنجازات على مستوى الألعاب الجماعية لا أظن أن بلدا مستضيفا تمكن من تكرارها من قبل.

في الألعاب الجماعية أحرج القطريون الجميع في القارة الصفراء وخصوصا عمالقة آسيا مثل الصين واليابان وكوريا وإيران وغيرها.

بات الجميع يحتاج إلى مراجعة النفس قبل أن يواصل القطريون انطلاقتهم نحو سيطرة مطلقة على آسيا بعد أن تحولت قطر فعلا إلى عملاق كبير على المستوى الآسيوي! البحرين فشلت فشلا ذريعا على مستوى الألعاب الجماعية في آسياد الدوحة فلا منتخبات القدم، أو الطائرة أو اليد أو السلة تمكنت من تحقيق شيء بل إن معظمها لم يتمكن من تخطي الدور الأول. مستوى الألعاب الجماعية في البحرين في تراجع كبير، وباتت هذه الألعاب بحاجة إلى وقفة حقيقية تعيد إليها بريقها الذي افتقدته وإلا فإن القطريين لن يتركوا لأحد شيئا على المستوى الخليجي وربما يشهد خليجي 18 المقبل في الإمارات سيطرة قطرية مطلقة على جميع ألعابه?

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 1565 - الإثنين 18 ديسمبر 2006م الموافق 27 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً