أثار حفيظتي واستغرابي اللقاء الصحافي الذي نشره أحد الملاحق الرياضية لنائب رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، والذي دافع فيه دفاع المستميت عن التجنيس، واتهم كل من يقلل من شأن الإنجازات التي حققها أبطال اللعبة «بالمشككين»، وكأنه يرد علينا نحن رجال الصحافة الرياضية الذين وجهوا النقد اللاذع للاتحاد بسبب التركيز على التجنيس (البغيض) الذي يرفضه الشارع الرياضي جملة وتفصيلا.
أما أبرز ما جاء في هذا اللقاء فهو رده على انتقاد العداءة فاتن عبدالنبي، حينما عللت سبب خسارتها في الدوحة بالإعداد السيئ، إذ قال «النائب» إن الاتحاد وظفها في وزارة الداخلية، وأقام لها معسكرا تدريبيا في الأردن!
نحن نقول له ما علاقة سوء الإعداد في توظيف اللاعبة في وزارة الداخلية، ولماذا لم يتم إعداد هذه اللاعبة الواعدة في إحدى الدول الأوروبية أو في المغرب على غرار ما تم إعداده للاعبات المجنسات، ولماذا تم إعداد فاتن في الأردن المتأخر في مجال هذه الرياضة؟ وخير دليل على ذلك نتائج العدائين والعداءات الأردنيات في آسياد الدوحة والتي كانت صفرا على الشمال!
أما قول النائب في حديثه الباهت غير المقنع، والذي وضع تحت عنوان كبير «نحن لا نعمل تحت الطاولة» بأن إنجاز العداءة رقية الغسرة هو رد على «المشككين» ويقصد «أمثالنا» فنقول له: إن إنجاز رقية مثله مثل إنجاز الأبطال الفرساني وبقية الكوكبة أبطال بناء الأجسام تاج على رؤوسنا وفخر نعتز به، إلا أن تجنيس اللاعبين الأفارقة «بثمن بخس» ومن دون تخطيط أو وجود خطة واضحة للنهوض بالعداء البحريني لهو «الغلط» عينه، وتشكيك في قدرات أي اتحاد رياضي وليس اتحاد القوى فقط، فحينما لا نجد إعلانا لخطط وبرامج علمية مدروسة للنهوض باللاعب المواطن، أو خطة من الاتحاد للكشف عن المواهب الرياضية سواء كانت في المدارس أو الأندية، فإننا حتما سنوجه لهذا الاتحاد اصبع الاتهام بالتقصير في حق اللاعب البحريني.
وبمناسبة هذا الحديث، وأحاديث أخرى تصدى فيها نائب الرئيس للتجنيس، وقال إنه المسئول الأول عنه، أقول له - صادقا - وهذا للتاريخ ولسجل المواطنة الرياضية الصالحة التي تسهم في تطوير الرياضة البحرينية، ألا يضع هذا (النائب) نفسه في فوهة المدفع، ولا يكون الواجهة التي تدافع عن تجنيس رياضي فاشل يهدف إلى تدمير الرياضة والإنسان الرياضي البحريني، لأن ما يحدث - بصريح العبارة - أكبر من قدراته الشخصية?
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1565 - الإثنين 18 ديسمبر 2006م الموافق 27 ذي القعدة 1427هـ