الإنجازات التي تتحقق بسواعد أبناء الوطن الأصليين لها نكهة خاصة تغمرها السعادة والفرحة في جميع أنحاء الوطن العزيز.
ولا يوجد بيت من بيوتات وبيوت المدن والقرى في المحافظات الخمس إلا ويتذكر هذه الإنجازات بالإشادة الصادقة ويبادلها الحب والود بل يعانقها طويلاً. الميداليات الذهبية التي أحرزها أبناؤنا في آسياد الدوحة لها الوقع الخاص في نفوسنا، وما أحلى تلك اللحظات التي استطاعت فيها هذه الطاقات المتفجرة عطاء مخلصا لوطنها الوفاء لترابها الطيب.
عندما نأتي على أسماء أبنائنا الأصليين وهم يذاعون من قبل المذيع الداخلي في الملاعب القطرية لإحرازهم الميداليات الملونة، تخفق لهم قلوبنا وتفرح مهجنا وتقر بهم عيوننا، ولم لا وهم أوفوا بعهودهم برفع اسم المملكة عالياً في هذا المحفل الآسيوي الكبير.
رقية الغسرة وما أدراك ما رقية، التي كانت بلسماً لنا في ذهبيتها الغالية والتي حصدت العلامة الكاملة، بنت البحرين رقية رسمت الابتسامة على شفاه جميع أبناء هذه الأرض بعدما حققت لوطنها ونفسها الإنجاز الكبير، ضاربة بذلك أروع مثال للإخلاص الوطني، قائلة بملء الفم نحن أبناء الوطن وبإمكاننا أن ندافع عن اسمه، ولا نحتاج إلى ديكورات مزيفة من المجنسين والمجنسات اللاتي لم يكن لهن الوقع في نفوسنا لذهبياتهن، كما هو الحال مع بنت البحرين الغالية بنت الغسرة، عرفنا في ابنة الغسرة الإخلاص والشعور الوطني والحس الذي قادها إلى التحدي وتحقيق هذا الإنجاز الرائع.
عندما تتغرب بنت الغسرة ما يربو عن الثلاثة أشهر تقريباً، تكافح وتجتهد لإعداد نفسها لأكبر حدث آسيوي من أجل أن تكون حاضرة بقوة بلا كسل ولا كلل ولا ملل، تسبقها دعوات الأمهات والآباء بالتوفيق في مهمتها، فترى الأيدي ترتفع إلى المولى عز وجل تلقائيا لهذه البنت العزيزة والغالية، لكي يوفقها الله عز وجل في مهمتها الوطنية على المستوى الآسيوي.
البنت الغالية رقية عندما جاءت إلى الدوحة كانت تحمل في أعماقها الآمال والطموحات لكل أبناء البحرين، وكان هدفها الأكبر تشريفنا ورفع رأسنا وأعلامنا الحمراء في تلك المدينة الوادعة القريبة منا جغرافياً، هذه البنت لم تألُ جهداً في سبيل أن يبقى اسم البحرين عالياً مرفرفاً بين أبطال آسيا خلال الأسبوعين التي قضاها الجميع في روعة هذه البطولة فنيا وتنظيمياً.
البنت الغالية رقية سحبت البساط من تحت المجنسات، فأيا تكن أسماؤهن وأيا تكن إنجازاتهن فلن تعدو سوى سراب، ولن تدخل في قلوبنا كما هو إنجاز بنت البحرين رقية.
يحق لنا فعلاً أن نرفع رؤوسنا ونحن نسمع تلك الكلمات المفعمة بالفخر من تلك البطلة الوطنية فور تحقيقها الإنجاز الآسيوي، بكلمات عربية فصيحة اللسان واضحة البيان، ولهجة بحرينية أصيلة بعثت الارتياح في نفوسنا ورفعتنا درجات بين هذه الدول.
ولكن في المقابل، عندما حققت تلك المجنسات الغريبات الذهبية، تحدثت إحداهن بكلمات أجنبية (الإنجليزية) لا يفهمها إلا من درس تلك اللغة، والمواطن البسيط لن يتفاعل معها؛ لأنها ليست بنت الوطن الأصيلة ولن تبقى تدافع عنه حتى النهاية، فهي هنا من أجل المال، ولن تدخل في قلبها الغيرة على الوطن كما هو الحال مع بنت البحرين رقية، التي جاهدت من أجل إيصال صوتها إلى العالم، أنا بنت البحرين أصول وأجول وأكافح وأثابر لأحقق لهذا الوطن العزيز من الإنجازات المرموقة، بعكس تلك الأسماء المزيفة بالتجنيس، لن يفرحوا كما فرحت رقية ولن يهنأوا بالإنجاز كما هو حال رقية، ولن تبقى إنجازاتهم خالدة في التاريخ كما هو مسجل لرقية، واسألوا الإعلام العربي والخليجي من قنوات فضائية ومحللين فنيين مختصين فرحوا جميعهم برقية، وأشادوا بإنجازها الفريد الذي أكد أصالتها، وألغى دور التجنيس، ورفعت رسالة قوية لمن يهمهم الأمر بأن أبناء الوطن لديهم القدرة على رفع علم البحرين واسمها في مثل هذه المحافل الكبيرة، هذا الصوت الهادر يطالب بالاهتمام بالكوادر الوطنية الأصلية والاهتمام بأبناء الوطن الأعزاء، الذين يحملون شرف الانتماء لهذا الوطن وحب تشريف الوطن في المحافل الخارجية.
وفي كمال الأجسام، لن ننسى تلك الوجوه الطيبة من أبنائنا الأعزاء، يتقدمهم البطل الآسيوي الكبير طارق الفرساني بذهبيته التي كحلت أعيننا وأفرحت قلوبنا، وأكدت أننا قادرون على تحقيق الإنجازات من بين الأبطال الآسيويين، ولن ننسى المظلوم محمد صباح الذي أكد هو الآخر أنه بطل وطني، ساهم بشكل كبير في إسعاد الشعب بأكمله والذي تفاعل معه ووقف إلى جانبه بعد الظلم الذي حل عليه من قبل الحكام هناك، ولكن تبقى الفضية في عيوننا كالذهبية، لأنه جاهد وأخلص وثابر وحقق ما يستطيع تحقيقه، وما إنجاز سيدفيصل عن ذلك أيضا ببعيد، بعد غياب طويل جاء من جزيرة سترة العزيزة ليسطر بفنياته وعضلاته وكفاحه وصبره إنجازاً يعيده إلى منصات التتويج، مؤكداً نحن أبناء البحرين بإمكاناتنا نخط الإنجازات تلو الإنجازات، وغيرنا كثيرون يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام والدعم الكامل من قبل المسئولين الكبار.
هنيئاً لأبنائنا الأعزاء وأبطالنا الكبار الذين شرفونا ورفعوا رؤوسنا عالية، وحلقوا بإنجازاتهم بين الآسيويين ليقولوا لهم بصوت مسموع (نحن أبناء البحرين) وهذه إنجازاتنا تحكي قصة أبناء دافعوا عن حبيبتهم البحرين، ورفعوا اسمها وعلمها الأحمر عالياً في المحفل الآسيوي الكبير?
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ