كان الأجدر بهيئة الإذاعة والتلفزيون في مملكة البحرين استضافة المهتمين والمختصين بالشأن السياسي وتحليل المشهد السياسي ومواقع القوى السياسية على الخريطة البحرينية، وهم كثر ولله الحمد.
مع كامل احترامنا وتقديرنا لأحد الإخوة (الذي تمت استضافته) لكفاءته ومقدرته في مجال «تخصّصه»؛ إلاّ أنه ليس بمحلل سياسي باستطاعته تحليل المشهد السياسي ومواقف ومواقع القوى السياسية في البلاد. فالأخ المذكور ليست مهنته التحليل السياسي أو المعرفة السياسية الاحترافية. فهو مثلاً لم يدرس السياسة، ولم يمارسها بالمعنى الحرفي للسياسة، ولم يطلع المجتمع البحريني على إسهاماته السياسية .
إذاً... مهنة التحليل السياسي هي في واقع الأمر مسألة ليست من اختصاص الأخ المذكور ولا تدخل ضمن نطاق تخصصه.
وإذا أرادت هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين رفع منسوب الوعي السياسي لأفراد المجتمع البحريني فإن من واجبها اختيار المختصين، إذ في اختيارها لغير المختصين ما ينافي تماماً المصلحة العامة.
المصلحة العامة في عالمنا العربي هي آخر ما تفكر فيه السلطات السياسية في الدول، والذائقة العربية، وأحد أسباب تخلفنا - نحن العرب - هو شيوع مفردات وألقاب وإطلاقها على أشياء لا تصلح لها أبداً. ويذكرني ذلك بمصر - بالقاهرة وليس الإسكندرية - حيث الناس هناك لديهم غرام جارف بإسباغ الألقاب، وهو غرام منقطع النظير.
فـ «السمكري» و «عامل النظافة»... إلخ من مهن نحترم من يقوم بها كاحترامنا لمن حصل على أعلى الشهادات العلمية، جميع هؤلاء ومن الممكن أن تنضم معهم طائفة من المتسكّعين و «الشوارعية»، يطلق عليهم لقب «الباشا» أو «البيه»، أو «الأستاذ» أو «افندم»!من أجل المصلحة العامة، نأمل ألا تكون وزارة الإعلام ورؤساء تحرير الصحف المحلية مساهمين في عملية تزوير أو تزييف للمسميات والألقاب ووضعها في غير محلها الصحيح، وبالتالي عليهم تدارك هذه «اللخبطة» في المسميات!
المفكّر الإسلامي، المحلّل السياسي، الباحث السياسي، المطّلع والمنقّب السياسي، والمتلصّص والجاسوس السياسي... كلها ألقاب يستخدمونها لتزوير شكل الأشياء وملامحها، سواء استخدمها الجمهور أم السلطات السياسية?
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ