العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ

تمام العمل استكماله

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تقلّب الأحوال الجوية خلال الأيام الماضية، وانتشار أمراض الرشح وصعوبة التنقل مع الأمطار الغزيرة، التي لا توجد بنية تحتية بحرينية تحتملها لحد الآن، ودخول مياه الأمطار إلى بيوت كثير من البحرينيين، وتكاثر الأخبار غير الحسنة من فلسطين ومن العراق... كل ذلك غطى على منغصات السياسة البحرينية التي مازالت تراوح مكانها في عدد من جوانبها. الخبر السياسي البحريني لم يعد هذه الأيام أهم خبر يتم تداوله في وكالات الأنباء والفضائيات مقارنة بما يجري حولنا من وقائع وحوادث... وحتى على المستوى المحلي ترى أن الشخص الذي كان يعلق بعشر جمل أو أكثر على كل خبر سياسي محلي اكتفى خلال الأيام الثلاثة الماضية بكلمة أو كلمتين عن هذا الخبر أو ذاك... معبراً بذلك عن خيبة أمله من مجريات الأمور عموماً.

ربما كان تعليق أحد الإخوة صائباً عندما قال «تي تي، لا رحتي ولا جيتي»... معلقاً بذلك على ما جرى في الجلسة الافتتاحية للبرلمان يوم الجمعة الماضي، فبعد كل الجعجعات، وبعد كل الحملات، وبعد كل المخاضات، وبعد كل اللقاءات، وبعد كل ما جرى خلال الأشهر الماضية، يبدو أننا نرجع إلى المربع الصفر... نرجع إلى شد الحبل المميت للعمل السياسي... نرجع إلى التمترس خوفاً من الدخول في مرحلة مختلفة، ربما تفتح مجالاً أوسع، ونطاقاً أرحب مما كنا عليه. في الغالب، فإن المعلق السياسي يحاول إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك بشأن حدث ما، ولكن مع تلبد الغيوم، وسوء أحوال الطقس السياسي، فإن اللوم، أو حتى التعليق ليس له محل من الأعراب. فما حصل حصل، وما سيحصل ربما سيحصل...

ما حصل إنما حصل عن قلة خبرة وابتعاد عن المشورة الحكيمة وانغلاق مفروض على الذات في زاوية ضيقة. وما حصل إنما يمثل واقعنا الذي يمر منذ زمن غير قصير بفقدان الثقة بين الأطراف المؤثرة في الحدث السياسي. وعليه، فإن تحركت المياه قليلاً قد تتوقف لأي سبب من الأسباب غير المنظورة.

فجأة تذكرت وأنا أكتب هذا المقال، أنه مضت خمس سنوات بالتمام والكمال منذ أن عدت إلى البحرين وبدأت (مع عدد من الأعزاء) بمشروع تأسيس صحيفة يومية لتكون رابطاً بين كل البحرينيين، لتكون مستقلة وناطقة - قدر المستطاع - بما ينفع كل أهل البحرين الطيبين، من مختلف الفئات المكونة لمجتمع البحرين... فجأة بدأ شريط من الحوادث يمر في ذهني يحاول الربط بين هذا وذاك خلال خمس سنوات من العمل المتواصل من داخل البحرين، وسألت نفسي إن كان ما بدأت به قد حقق خيراً لأهل البحرين... وأعدت قراءة أهداف «الوسط» التي من بينها «تغليب المحتوى والمضمون على الشعارات والشكليات، تعزيز الهوية الوطنية الجامعة والشاملة لكل البحرينيين، توجيه الحوارات والأطروحات باتجاه الوسطية والعقلانية، تغطية شاملة ومعمقة تستهدف إطلاع المواطنين على ما يدور حولهم، وما يعزز حقوقهم الإنسانية والدستورية»، وبعد ذلك استذكرت كلمة للإمام علي (ع) «تمام العمل استكماله»?

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1564 - الأحد 17 ديسمبر 2006م الموافق 26 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً