ما يحدث لنادي المحرق العتيد الذي يعد أبرز أنديتنا الوطنية قاطبة، لما يملكه من إمكانات هائلة وقاعدة جماهيرية عريضة، يجب ألا يُحل بقرارات فوقية، كتعيين مجلس إدارة للنادي وفرضه على الجميع، أو بكلمات جوفاء أعلنها أعضاء شرف النادي المبتعدون سنين طويلة بسبب مشاغلهم، وغالبيتهم لا يعلم عن ظروف النادي شيئا يذكر، أو عن الأسباب الحقيقية للخلاف الدائر بين مجلس الإدارة المعين وبين المجموعة التي تدين بالولاء للشيخين حسام وخليفة بن عيسى...!
لقد كان الأجدر بأعضاء الشرف المعروفين بحنكتهم البحث عن سبب المشكلة، والعمل على حلها من خلال اللقاء مع جميع الأطراف في جلسة مصارحة، والتوصل إلى حل أمثل والقضاء على المشكلة من جذورها، وعدم الاكتفاء بإصدار بيان يضر ولا ينفع...!
فقرار رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة بتعيين مجلس الإدارة، والذي جاء بعد ولادة مستعصية استمرت شهورا كثيرة، لم يحل المشكلة، بل زادها تعقيداً، إذ أثار هذا القرار استغراب كل من كان يتتبع أمور النادي، وجاء ليضرب بعرض الحائط كل من كان يسيطر أو يهيمن على النادي في الفترة الأخيرة، ما اعتبره البعض تحديا للقاعدة الجماهيرية التي طالبت - قبل فترة وجيزة - بعدم ابتعاد حسام بن عيسى عن جهاز كرة القدم.
خصوصاً أن الطرف الآخر المتمثل في نائب الرئيس الشيخ راشد بن عبدالرحمن كان مبتعداً عن النادي فترة زمنية طويلة مكتفيا بالعمل في لجنة المنتخبات...
وحينما سأله «الوسط الرياضي» عن سبب ابتعاده أجاب بطريقته الخاصة «قيادة نادي المحرق، مثلها مثل قيادة السيارة... فإما أنت تسوق، أو أنا...»!
لذلك، حينما استفحل أمور الخلاف بين الطرفين، طلب من رئيس النادي الشيخ أحمد بن علي - شخصياً - أو من خلال ما طرحته في «الوسط الرياضي» ألا يترك الحبل على الغارب، فما يحدث للمحرق من اختلاف في وجهات النظر سيضر النادي على المدى البعيد، إلا أنه أكد أن هذا الخلاف وارد في كل الأندية وهو خلاف في حب المحرق... فالكل يسعى لصالح النادي ولكن بطريقته الخاصة...!
إذاً فما يحدث من خلاف داخل هذا النادي العتيد هو خلاف واضح للعيان لا يجب السكوت عليه أو تجاهله... ومن الخطأ الاستمرار فيه، لأنه سيزيد الطين بلة كما يقول المثل ... وأن تعيين مجلس الإدارة، وكذلك اجتماع أعضاء الشرف لم يكن هو الحل الأمثل، إنما الحل المنطقي والسليم هو قيام رئيس النادي وهي الشخصية التي يتفق الجميع على حسن قيادتها وعلى سخاء عطائها بعقد جلسة مصارحة بين جميع الأطراف المختلفة، يتبعها عقد لقاء جماهيري بحضور جميع الأطراف للتأكيد على حب المحرق والالتفاف حول كلمة واحدة.
وأن تكون التضحية من أجله وليس من أجل أمر خاص أو مصلحة شخصية أو حب للذات. كما أن ابتعاد الجماهير عن مؤازرة فرقها الرياضية هو أمر خطير وبادرة تحدث لأول مرة في حياتنا الرياضية?
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1563 - السبت 16 ديسمبر 2006م الموافق 25 ذي القعدة 1427هـ