الآن، وبعد أن أنفض مولد مشاركة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية ، عدا القدرة الذي نتمنى أن تكون بطولته بحرينية... يحق لنا كرياضيين، أن نتساءل بصوت مسموع، عن أوجه الاستفادة التي حققتها منتخباتنا من هذه المشاركة، لأنني أعلم جداً بأن المسئولين عن البعثة لن يعقدوا مؤتمراً صحافياً يتحدثوا فيه عن سلبيات وإيجابيات المشاركة ولماذا نجحنا في بناء الأجسام وبعض مسابقات أم الألعاب وميدالية برونزية في الكاراتيه ونفشل في الرماية واليخوت الشراعية وقفز الحواجز والشطرنج والجولف والدراجات وبقية الألعاب الجماعية، كرة القدم والسلة والطائرة واليد، كما أعلم جيداً بأن نتائج هذه المشاركة لن تحال إلى لجنة علمية رياضية لدراسة أسباب الإخفاق والنجاح ووضع البرامج المستقبلية بصورة مدروسة، فالحديث في هذه الأمور محرم شرعاً وقابل الى أن يخلق فتناً رياضية على غرار الفتن الطائفية...!
ولكننا مادمنا قد فتحنا ملف هذه المشاركة فلنتحدث بصراحة متناهية نقول فيها إن مشاركتنا في الألعاب التي أخفقنا فيها كانت صورية ولمجرد زيادة عدد أفراد البعثة حتى يقول المسئولون( إننا شاركنا بأكبر بعثة رياضية في تاريخ البحرين).
فالتحضير لمشاركة الألعاب الفردية كان مجرد حبر على ورق. وقد أخبرني أحد أولياء أمور لاعباتنا المشاركات في الدوحة بأن ابنته لم تدخل مرحلة إعداد، كما أن الاتحاد لم يخلق برنامج استعداد أو حتى إقامة معسكر داخلي، كما أن تصريحات اللاعبين التي أوردها الوفد الصحافي المرافق تؤكد هذه الحقيقة المرة...!
أما نتائجنا التي نفخر بها وحققها أبطالنا في بناء الأجسام ونجمة ألعاب القوى رقية الغسرة وبقية - المجنسين - فقد كانت نتائج جيدة وشبه طبيعية، عدا مفاجأة خروج بطل العالم في هلسنكي رشيد رمزي الذي سبب تناقضاً فاضحاً بين تصريح أحد المسئولين الكبار الذي برر خروجه لـ «قناة الجزيرة» لارتباطه ببرنامج البطولات العالمية، في حين قال رمزي في لقاء آخر لـ«القناة» نفسها إنه استعد استعداداً جيداً وإنه كان يحضر للدورة لأن دورة الألعاب كانت على خريطة استعداداته لأنها تقام كل 4 سنوات.
وبين تصريح المسئول وتصريح اللاعب تناقض واضح وفاضح ولكن الحقيقة ستبقى في علم الله...!
لذلك سأقول إن أبرز ما حققناه في هذه الدورة نلخصه في النقاط الآتية:
-تفوق عنصر الإنسان البحريني الأصيل وتميزه وكان مصدر فخر كل مواطن، أما اللاعبون المجنسون فقد أساءوا لاسم البحرين أكثر مما كانوا مصدر فخر (فقد فشلونا وفشلوا المجتمع البحريني المسلم العربي في كلامهم وفي لباسهم وفي شكلهم). وكنا سنكون أكثر فخراً لو اقتصرت مشاركتنا على أبنائنا وبناتنا لأنهم أحق بالتمثيل.
-أماإخفاقاتنا في الألعاب الأخرى فليس هو بالعيب أو الحرام، ولكن الغلط أن تشارك بمنتخبات لم تعدها الإعداد الجيد، وتكتفي بإعطائها الزي الرسمي أو اللباس الرياضي فقط... وأؤكد أن منتخباتنا واعدة سنجني من ورائها الكثير من الميداليات مستقبلاً إذا ما أعدت بصورة علمية مدروسة.
-وأكرر وأقول إن الزج بلاعبين مجنسين في منتخبنا الأولمبي أمثال النيجيريين جون وفتاي والتشادي عمر، قد أساءوا إلينا جميعا، وكانوا سبباً مباشراً لاخفاق منتخبنا الأولمبي في الدورة. وسلبوا حقاً كان الأجدر أن يعطى للاعبينا المغمورين الذين يتحينون الفرصة... ويجب محاسبة من تسبب في ذلك!
-وأختتم حديثي بكلمات صادقة أقدمها للمجلس الأعلى للشباب والرياضة برئاسة صاحب السمو ولي العهد وهو أعلى سلطة رياضية، أقول فيها:
لقد شاركنا بأكبر بعثة رياضية في تاريخ البحرين، صرفت عليها الدولة من خزينتها مبالغ كبيرة طائلة أساءت في بعض جوانبها للإنسان البحريني بسبب مشاركة لاعبين مجنسين عنوة وقد كنا في غنى عن مشاركتهم ، وهذا التصرف أغضب كل الناس وانتقده بقوة الشارع الرياضي.
فهل ستمر هذه السلبيات مرور الكرام أم سيكون هناك نقد بناء وتشكيل لجان علمية لدراسة أسباب الاخفاق...
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ