كثيرٌ من اللصوص يبسْملون قبل فتح الخزائن... كثيرٌ من الخطباء يبسملون فقط لحرصهم على نجاح إشعال الفتن!.
***
أحياناً تُحْجم عن القراءة، وتستغرق في تأمّل عميق فتستعيد به أكثر من عافية ومناعة. أحياناً تقرأ كتاباً فتستوطن كل أمراض الدنيا في دمك، وحتى جهازك التناسلي!.
***
أفهم أن ينتحر رجل أعمال لخسارة ثروته، ومفكّر يرى العالم من حوله مندفعاً الى قيامة مبكّرة، ومحامٍ فقد قرائنه، وجرّاح فقد بصره، وخطيب فقد لسانه، وراقصة بترت ساقها، ومهرّج أصيب بالشلل التام، ولكنني لاأزال عاجزاً عن فهم إصرار جاهل على التشبث بالحياة!.
***
الميكرفون والشاعر المدّاح كلاهما أداة للفت الانتباه، ولكن ليس شرطاً أن يكون انتباهاً ذا جدوى، اذ كثيراً ما يتحوّل الى غيبوبة!.
***
الكتابة: تعبير آخر عن دماثة الانتصار على العمى... طريقة لإحراج المُعطِّلين لآلةٍ بروح عالية، لجسد يصرّ على الولاء لأول نشأته: التراب!.
***
الاختزال السمج لكل أثر وكل شئ، عادة عربية راهنة، ولو قدّر للعرب الايمان والانجاب والتنفس عن بعد لما تردّدوا في ذلك.
***
أحياناً تقرأ نصاً نبطياً يظل كثيرون ينظرون إليه باحتقار بالغ، ولكن ذلك النص يضع الكثير من النصوص المحسوبة على المستقبل في مهب الحرج.
نادراً ما تقرأ نصاً حديثاً يضع المستقبل في المهب نفسه! ما الذي يحدث في هذا النادي العبثي المثير للشفقة؟.
***
أحد النواب بلحيته الشبيهة بفخ، له تاريخ عريق من التجاوزات، ومع ذلك يصر ومن على منبر رسول الله (ص)، على إدخال طائفة في النار وأخرى ينعم عليها بالجنة. ونسأل: أين موقع الله من كل ذلك مادام حسم الأمر؟.
***
بعض الاعتذار يحيلنا إلى واقع الفرص المهدورة لانقاذ العالم. الممعنون في كبريائهم يرون في الاعتذار هلاكهم، لذلك يفضّلون أن يشهدوا خسف العالم!.
***
يظل الواحد منا عاطفياً لدرجة التغافل عن حقيقة أن هذا العالم منذ 5 عقود من دون تاريخ أو إرث عاطفي. لهذا من الغياب أن نهمل إعادة النظر في تلك الحال المَرَضيّة، فيما نتوهم بكل ارتجال قدرتنا على إعادة صوغ حضور لا أثر يدل عليه.
***
وحده القبر من دون موسيقى. حين تنفصل الحياة عن الموسيقى يمكن لأي منا أن يكتشف انها ضالعة في المزمن من القبر.
***
كبريّة منذورة للذهب، تذهب كي يتقاسمها المرضى بالإرث.... تدلف إليهم كأنها ذبيحة برسم التأجيل... لا تلتمس غير التعجيل بالممارسة... فالعفو طعن في رجولة القاتل.
***
متعبُ أنا بطقس لا علاقة لي به. طقس نوم ملغّم بالكوابيس، وطقس صحو ملئ بالعسس. متعبُ أنا ببلاغة تنثر الخرس في أعياد الناس. متعبُ أنا بالغابر من حكايات الحب، فيما الحاضر يسرد نص كراهيته للمستقبل
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1560 - الأربعاء 13 ديسمبر 2006م الموافق 22 ذي القعدة 1427هـ