حقيقة، تكالب البحرين على التجنيس الرياضي، لن يفيد الرياضة البحرينية، بل سيضرها على المدى البعيد، أما النتائج التي يحققها الأبطال المجنسون، وبالصورة الحالية فهي مجرد نتائج وقتية، وبمثابة بالونات وفقاعات سرعان ما ينتهي أجلها، وأصدق مثال على ذلك قول الحق في محكم كتابه العزيز:»أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال».( سورة الرعد/17)
فقد تابعت أمس باهتمام كبير ردود الأفعال الذي سجلته العداءة البحرينية - الأصيلة - رقية الغسرة، وكان أبرزها الكلمات العفوية الصادرة من معلق الجزيرة البطل العالمي الأولمبي سعيد عويطة الذي وصف فوزها بالإنجاز العربي الخليجي الآسيوي المشرّف لرياضة ألعاب القوى البحرينية، أما المذيعة المتألقة ليلى سماتي في برنامجها الذي يبث كل مساء بمثابة الدورة «مساء آسيا» فقد توقفت أكثر من مرة في كلامها وهي تقول إن إنجاز رقية له طعم خاص يختلف عن بقية الإنجازات التي حققتها البحرين في مسابقات ألعاب القوى والمعنى في قلب الشاعر، كما يقول المثل الشعبي... كما لم يتوان موقع الجزيرة في بث خبر رسمي ذكر فيه بأن إنجاز الغسرة هو أول إنجاز تحققه فتاة عربية بفوزها بذهبية 200 متر... إذاً أين ذهبت مريم جمال...؟!
أما الرسالة الواضحة لهذا المعنى الذي أرمي إليه فقد جاء في اتصال عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى باللاعبة رقية مباشرة بعد فوزها ؛ليبارك لها هذا الإنجاز المشرف الذي يفتخر به كل بحريني.... وهو إنجاز له طعمه الخاص، ويختلف تماماً عن إنجازات المجنسين...!
إذاً فالمعنى واضح وضوح الشمس في رابعة النهار وأبلغ رسالة ملكية للمسئولين الذين يصرون على التجنيس مكابرة محاولين أن يأخذوا منه مطية للوصول إلى أهدافهم أو إلى القول إنهم حققوا إنجازات رياضية... فأكرر وأقول: إن هذه الإنجازات مجرد فقاعات... تضر بالرياضة البحريننية على المدى البعيد، وتقتل المواهب الرياضية الكامنة والتي تحتاج إلى اكتشاف ورعاية واهتمام... وتهدر إمكانات وأموال كان من الأجدر صرفها على إعداد المواهب الوطنية، وتأكيداً لذلك الإهمال الذي لاقته ثاني أسرع عداءة عربية ابنت قرية الحجر فاتن عبدالنبي التي كان من الممكن أن تكون رقية أخرى لو أقيم لها معسكرات تدريبية، وحظيت بالاهتمام الذي حظي به اللاعبون المجنسون!
لذلك، فانني وبكل فخر أبارك لأبطالنا طارق الفرساني ورقية الغسرة وبقية كوكبة أبطال بناء الأجسام.
وأقول: إن ما حققوه هو إنجاز رياضي مشرف بامتياز، يحق لكل إنسان بحريني أن يفتخر ويعتز به، وهو وليد هذه الأرض الطيبة، وإنتاج أبنائها المخلصين الذين تربوا على التضحية والوفاء، مثلهم مثل أبطالنا في كرة القدم أمثال: ابن سالمين وطلال وبابا وبيليه وأبناء حبيل والسيد محمود و السيدعدنان وبقية اللاعبين والذي تحاول الأيدي الخفية أن تضر باسمهم وسمعتهم وما حققوه من نتائج مشرفة بزج جون وفتاي والتشادي عمر من دون وجه حق يذكر ولأسباب رخيصة وأمراض نفسية متعصية قد تحتاج إلى استشاري لتفسيرها، وأقول - بصدق - إن هذه الكلمات ليست نابعة مني ولكن من شخصيات رياضية أعطت وأخلصت ردحاً من الزمن للرياضة البحرينية وهي ترفض بكل قوة التجنيس الرخيص...! و صدق الشاعر الجاهلي عندما قال : مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها
وختاماً أقول - أيضاً - إنني سعيد وفخور بالإنجازات التي حققها أبطال الكويت والسعودية أمثال: الزنكوي والحداد والصفار ؛لأنها فعلاً إنجازات خليجية.
عباس العالي
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1559 - الثلثاء 12 ديسمبر 2006م الموافق 21 ذي القعدة 1427هـ