العدد 1558 - الإثنين 11 ديسمبر 2006م الموافق 20 ذي القعدة 1427هـ

عصابة تصفية المساجد!

عبدالله الملا abdulla.almulla [at] alwasatnews.com

منذ أيام قليلة بدأت حملات «الحرامية» في استهداف دور العبادة ومباني المؤسسات الخيرية، ولا ندري ما الغرض من هذا الاستهداف الذي يتكرر بين فترة وأخرى. في البداية لم يجد اللصوص حرجاً في اقتلاع أبواب ونوافذ المساجد، بل طالت أيديهم المكيفات ومبردات المياه... هذه المرة جاء الدور مرة ثانية على المساجد والمآتم والجمعيات الخيرية، وحرص «الحرامية» على تنويع حملاتهم في مختلف مناطق البحرين، ويبدو أن المخطط هو تصفية جميع دور العبادة!

يوم الأحد الماضي سُجل حادث غريب في منطقة دمستان، إذ تعرض مسجد «أبورمانة» إلى سرقة صندوق التبرعات في وضح النهار! وتشير تفاصيل الحادث إلى أن ثلاثة أشخاص قدموا إلى المسجد وطلبوا من القيّم فتح الضريح بحجة الزيارة، وما كان له أن يعارض الطلب، فغالباً ما كان الناس يقصدون المسجد للزيارة، ولكن يبدو أن العصابة كانت تنوي زيارة صندوق التبرعات فقط، وهو ما حدث فعلاً... إذ اكتشف القيم أن النقود سرقت بالكامل ولم تبقِ العصابة باقية!

نحن لا نهول الموضوع حين نقول إن ما يجري هو فعل عصابة منظمة. عصابة سئمت من سرقة فرشات الخضراوات والفواكه، وسئمت من الوقوف ساعات طويلة أمام الإشارات الضوئية لتستجدي الناس، ورأت في دور العبادة ومباني الصناديق الخيرية هدفاً سهلاً يدر دخلاً كبيراً وإن كان لفترة محدودة، فلا مانع من تصفية مخزون هذه المباني من النقود والثلاجات والمكيفات وكل ما يباع، والعودة مرة أخرى إلى العمل السابق عسى أن ينسى الناس القضية كما حدث بالضبط في حادث سرقة أبواب ونوافذ المساجد.

الأمر يختلف قليلاً هذه المرة، فالعصابة لا تستهدف الأبواب ولا النوافذ مطلقاً، وذلك لكي تجنب نفسها الوقوع في خطأ بيع المسروقات وحينها سينطبق عليهم المثل «ما شافوهم وهو يسرقون، ضبطوهم وهم يتقاسمون»، ما يؤكد أن الفعل هو عمل عصابة منظمة تمتلك الإمكانات التي تخولها اقتحام المباني وسرقة الصناديق وربما أكثر من ذلك بكثير.

قد يقول البعض إننا نتحدث عن عصابة متمرسة في أحد أفلام هوليوود، ولِمَ لا تكون متمرسة؟ هل لأنها اقتحمت حتى الآن مساجد للرجال ومأتماً للنساء؟ وإن صح ذلك، فإن عمل اللصوص ينذر بعواقب وخيمة، فمن يسرق دور العبادة والمؤسسات الخيرية شخص لا يمتلك لا مبدءاً ولا ذمة، وبالتالي فمن يستطيع أن يخمن ما الذي ستقدم عليه هذه العصابة إذا ما خلا لها الجو وتركت تسرح وتمرح في بيوت الله؟

لعل العزاء الوحيد لي شخصياً هو اتصال تلقيته من أحد المواطنين، حين قال: ماذا تريدون أن يحدث والأسعار تزداد يوماً بعد يوم؟ انظر كم وصل سعر «خيشة الشكر»!

يا حبيبي، هل توقف الأمر عند «خيشة الشكر»، لطالما تعود المواطنون على ارتفاع الأسعار وتدني الأجور ولم يسجل التاريخ حوادث ترتكب في دور العبادة بهذه الطريقة الملفتة. لا ندري بالضبط ما المخطط المرسوم، ولا نعلم شيئاً عن هذه العصابة، ولكن نتمنى ألا نسمع غداً عن سرقة مسجد أو صندوق خيري..

إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"

العدد 1558 - الإثنين 11 ديسمبر 2006م الموافق 20 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً