العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ

إنهم يقتلون الانتماء للوطن!

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

هاتفتني إحدى القارئات أمس قائلة: إني طالبة أدرس في إحدى الجامعات الأجنبية... شجعنا منتخبنا البحرين مع زملائي وزميلاتي في تصفيات كأس العالم بروح عالية جذبت أنظار أساتذة الجامعة... وحينما كان يلاعب منتخبات إيران واليابان والسعودية كان أملنا كبيرا في فوز منتخبنا... فقد كانت ثقتنا باللاعبين طلال وبن سالمين وبابا وحبيل ومحمود جلال لا حدود له... كنا نشعر أن كل البحرين تهتف معنا حتى المدرسين الأجانب كانوا متعاطفين معنا، وكانوا يقولون إن منتخبكم قوي ويشرف بلدكم. ثم قالت بحسرة وألم: لكننا اليوم حينما تابعنا منتخبنا الأولمبي أصابنا الإحباط... فهذا المنتخب غريب علينا، وهو لا يمثل البحرين، فهل يعقل بأننا حينما يهجم المنتخب نشجع جون أو فتاي ونطالبهم بتسجيل هدف باسم البحرين...! لماذا لا يتركون الفرصة للشباب، ولماذا يسمح للمسئولين بتجنيس لاعبين لا يستحقون حمل اسم البحرين... لقد كان منتخبنا غريبا أمام كوريا، لا يستحق التشجيع ولا الشفقة، وحينما هُزم لم نشعر بالحزن... بل قررنا ألا نشجع كرة القدم البحرينية!!!

هذه الكلمات أنقلها للمسئولين من دون رتوش أو تحريف... لقد كانت كلمات صادقة، شعرت من بعدها أن هناك مسئولين في الرياضة يحاولون قتل روح الانتماء للوطن!!!

وهنا أتذكر حادثة وقعت لنا على نقيض تام بما يحدث في الرياضة حالياً... كنا مجموعة من خريجي المعهد العالي للمعلمين تخصص تربية رياضية، وقع علينا الاختيار من قبل- رحمة الله عليه- الأستاذ سيف جبر المسلم مدير إدارة التربية الرياضية والكشفية، وهو من الرعيل المؤسس للحركة الرياضية في البحرين، وذلك لحضور دورات متخصصة تقام في معهد إعداد القادة في الكويت.

وقبل السفر اجتمع بنا وقال لنا: «ستشاهدون في مدارس الكويت صالات وإمكانات ليست موجودة عندنا في البحرين... لكن ما هو مطلوب منكم أكبر من ذلك... أنتم مطالبون بإحضار علوم الألعاب الرياضية إلى مدارسنا... وان تخلقوا شيئا من لاشيء؟!».

نعم... لقد آمنا بكلماته ونقلنا إلى البحرين فنون تحكيم وتدريب كرة اليد وألعاب القوى وبقية الألعاب، وساهمنا في تأسيس الاتحادات الرياضية وخلقنا بروح وطنية عالية شيئا من لاشيء.

رحمة الله على مسئولي أيام زمان، لقد علمونا أن الانتماء للوطن يصنع المستحيل، لذلك تفوق الإنسان البحريني في كل الألعاب التي شارك فيها على رغم فارق الإمكانات. كما تفوق على الظروف الصعبة والتخبطات الإدارية التي تتعمد الإساءة إلى الإدارة الرياضية، كما فعلت لجنة المنتخبات في إعدادها السيئ غير المنظم الذي تنقصه الحكمة لمنتخبنا الوطني أمام الكويت... فهؤلاء، وهم مسئولو هذا الزمان، يحاولون قتل الانتماء للوطن!!!

آخر الكلام للأندية أعضاء الجمعية العمومية لكرة القدم أقول لهم : « يا أعضاء الجمعية العمومية لا تخافوا فكلكم تحت اللحاف!».

عباس العالي

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1554 - الخميس 07 ديسمبر 2006م الموافق 16 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً