العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ

اتفاقات للسلام ولا سلام

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

استبشر السودانيون خيراً بتوقيع اتفاقات السلام التي كان من المفترض أن تضع حداً للحروب الأهلية في الجنوب والغرب والشرق، ولكن تطورات الأوضاع الميدانية خصوصاً في الجنوب والغرب إضافة إلى العاصمة القومية تنبي بعكس ذلك وتثير الكثير من الأسئلة بشأن جدية الأطراف الموقعة لتلك الاتفاقات مع الحكومة وتلك التي تحاول الحصول على مكاسب شخصية حتى لو أدى ذلك إلى استخدامها السلاح في وجه منافسيها ويطول القتل طبعاً المواطنين الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.

الاشتباك الدموي الذي شهدته مدينة ملكال في جنوب السودان أخيراً وأدى إلى سقوط عشرات القتلى من المسلحين والمدنيين يؤكد أن وراءه دوافع شخصية، إذ إن الطرف الرئيسي الذي تسبب في هذا القتال هو جناح من القوات الجنوبية «الصديقة» التي كانت تقاتل إلى جانب الحكومة ضد قوات الحركة الشعبية. ويبدو أن هذه القوات ترفض قرار قيادتها بالانضمام إلى الحركة الشعبية بعد السلام, وتحاول بهذا العمل الطائش أن تفرض نفسها في أجندة حكومة الجنوب على أمل الحصول على بعض المكاسب.

المشهد نفسه يتكرر في الغرب؛ إذ يشهد إقليم دارفور اشتباكات مستمرة بين قوات الجيش السوداني وجناح مني مناوي الذي وقع اتفاق السلام مع الخرطوم من جهة وتلك الرافضة للتوقيع من جهة أخرى، ووصل الأمر أخيراً إلى عاصمة الإقليم الفاشر الذي دارت فيها اشتباكات الأسبوع الماضي وذلك للمرة الأولى بعد الهجوم الكبير الذي تعرض له مطار المدينة وأشعل فتيل حرب دارفور.

إضافة إلى ذلك تشهد الخرطوم من حين إلى آخر حوادث قتل وصفت بـ «الفلتان الأمني» لها علاقة مباشرة بما يدور في الجنوب والغرب، وفيما يشهد الشرق استقراراً مقارنة مع المنطقتين الأخريين إلا أن جبهة الشرق شهدت تصدعاً في قيادتها بعد توقيع اتفاق أسمرة للسلام مع الخرطوم الأمر الذي يؤكد ما سبق أن قلناه أن الأمر لا يخلو من مطامع شخصية. ولن نستغرب إذا سمعنا عن تجدد المعارك في تلك المنطقة.

كلمة أخيرة, هل تناسى «الثوار» المبادئ التي كانوا يكافحون من أجلها وصار الشعب الذي يقاتلون من أجله عدواً تحصده رصاصات الغدر لغايات في نفس يعقوب؟ وإلى متى ستظل الحكومة تترك الحبل على الغارب فيما فقد الناس نعمة الأمن والاستقرار

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1553 - الأربعاء 06 ديسمبر 2006م الموافق 15 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً