الافتتاح الباهر لدورة الألعاب الآسيوية الـ(15) المقامة حالياً في الدوحة يوم الجمعة الماضي عده المراقبون بالافتتاح الأسطورة الذي أبهر المليارات من المشاهدين في مختلف أنحاء العالم، والذي يعد حقاً من أفضل احتفالات الافتتاح حتى على المستوى العالمي.
فقرات الحفل التي ادخل فيه التطور التكنولوجي بدقة وبإبداع بشري كبير، ما يعني أن قطر ماضية قدماً وبخطى ثابتة نحو العالمية، بعدما خرجت عن الإطار الخليجي بنجاح لافت ومن ثم إلى الآسيوية بنجاح آخر أذهلنا جميعاً، ومن ثم فهي اليوم تبحث عن دورها على المستوى العالمي.
وبحق نقولها وبكل ثقة واطمئنان يحق لها ذلك مادام سخرت إمكاناتها المادية والمعنوية والتكنولوجية والبشرية من أجل البروز الأمثل.
بحق نقولها أبدعت هذه الدولة الصغيرة بسكانها ومساحتها والكبيرة بعطاء رجالاتها، الذين حولوا قطر إلى درة أبهرت كل الآسيويين، فارتفعت أسهمها للنجاح الباهر ليوم الافتتاح الكبير.
نعم، من يمتلك الإمكانات الهائلة من المنشآت المتكاملة من ملاعب القدم والصالات المغلقة الحديثة وقوة البنية التحتية في جميع الأمور، فمن البديهي لن يتردد في القدوم بثقة واطمئنان لطلب التنظيم الآسيوي كما فعلتها الشقيقة قطر وأبهرتنا كما هي عادتها بتنظيمها، وسخرت طاقاتها البشرية والمادية على طريق النجاح المنتظر لهذه البطولة بشهادة جميع الآسيويين الذين قدموا للعاصمة القطرية في المشاركة في البطولة الآسيوية.
ما أردت قوله نحن نتحسر بشكل كبير عندما نشاهد هذا الإنجاز القطري، وإن كان يفرحنا نحن كخليجيين، ولكن يؤلمنا ما نحن فيه من مأساة حقيقية على مستوى البنية التحتية، وكنا نتمنى ونأمل بأن يكون ذلك بين أحضاننا، ولكن أنى لنا ذلك، ونحن نعيش الأحلام الوردية فقط ونحتاج إلى العشرات من السنين حتى نستطيع أن نفكر في تنظيم بطولة كالتي هي الآن تجرى على الملاعب القطرية في الدوحة.
القطريون في نهاية السبعينات من القرن الماضي لم يكونوا كما هم الآن، ولم تكن البنية التحتية لديهم على ما يرام، بل نستطيع القول أنها كانت معدومة، وكانوا في كرة القدم لا يمتلكون سوى ملعب واحد متهالك قبل أن يتم إنشاء استاد خليفة في العام 1976 لدورة الخليج الرابعة. ولكن، وفي فترة وجيزة، وإذا بقطر تعج بالمنشآت الرياضية المتكاملة، وفيها جميع المتطلبات والمستلزمات الأساسية لجميع الأندية، ومن ثم قامت بخطوة كبيرة قررت من خلالها تطبيق نظام الاحتراف على دوري الكرة، وخلال العامين ظهرت نتائج النجاح بشهادة المراقبين والمتابعين لدوري المحترفين في قطر.
نحن في البحرين نتفرج على ما يجري هناك من دون أن نحرك ساكناً لتغيير هذا الوضع المأسوي الذي نعيشه على مستوى البنية التحتية، والتي تسوء حالها يوماً بعد يوم من دون أن نقوم بايجاد الحل الجذري، غير الوعود والأخبار بإنشاء ملاعب عبر التقارير فقط من دون نلمس شيئاً على أرض الواقع، وصرنا نتخبط باتخاد القرارات الخاطئة بتسيير البرامج والأنشطة للاتحادات المحلية، من دون أن تكون هناك خطط علمية مستقبلية نؤسس على إثرها طرق العمل بالشكل السليم ونضع النقاط على الحروف.
ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين قرن التقنية الحديثة والتطور الكبير، وإذا بنا نحن نجد أنفسنا في القرون البالية. في الوقت الذي وصلت فيه دول الجوار، ومن بينها قطر، إلى فتح القنوات الرياضية الجاهزة بالأجهزة الحديثة المتكاملة في نقل الاحداث العالمية، صرنا نحن عاجزين عن نقل مباريات الدوري لعدم وجود الكاميرات التلفزيونية الكافية لنقل الحدث المحلي لتضاربها في الوقت مع فعاليات محلية أخرى غير رياضية.
أليس هذا مخجلاً لنا ويجعلنا نستحي أن نبوح به لكي لا يسمعنا الإخوان في دول الجوار فيضحكوا علينا. أضف إلى ذلك، أما آن لنا أن نخجل من أنفسنا ونحن نرى أندية محلية مازالت تتدرب على الملاعب الرملية المتهالكة في هذا القرن الجديد، من دون أن يكون في الأفق ما يبدو أي أمل في تغيير واقعنا المحبط. نحن نحتاج إلى قرار شجاع من أعلى المستويات لكي نغيّر هذا الوضع الرياضي المتهالك والميت لنستطيع أن نتنفس الصعداء ونصعد برياضتنا إلى المراتب العليا من بين دول الخليج، ونصل لما وصل إليه الإخوان في دول الجوار، بعدما نقوم بإصلاح البنية التحتية، ويصبح كل ناد له من المنشآت المتكاملة والجاهزة... ولكن إلى الآن تبقى هذه الأمور أحلاما وردية ما لم يكن التحرك فعلياً وسريعاً، حينها سنقوم بالتصفيق والهتاف من قلبنا لمن ينقذنا من هذا الوضع الغابر
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1550 - الأحد 03 ديسمبر 2006م الموافق 12 ذي القعدة 1427هـ