العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ

مدير عالفاضي

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

يختلف معنى كلمة مدير وما تحتويه من قوة من شركة إلى أخرى. فبمجرد أن ينال الشخص لقب مدير لا يعني بأنه يتمتع بسلطة ما، ونجد في الكثير من الحالات مديرين من دون حرية التصرف. وبما أن اقتصاد البلد تكثر فيه الشركات العائلية والتي أصحابها في نهاية الأمر لديهم القرار الأول والأخير، لا عجب بأن نجد بعض المديرين الموظفين في تلك الشركات محبطين لعدم وجود صدقية لإدارتهم.

لا نعمم، ولكن في بعض الشركات العائلية نجد روح قيادية منطوية على التحكم التام بالموظفين بدلاً من الثقة. وحسب توجه العائلة التعليمي والرغبة في تطوير إدارة الشركة، يختلف مدى الانطواء. فمع الأجيال الجديدة والصاعدة والتي تتطلع لأمور أكبر وأفضل من حيث توسيع الشركة وتفعيل تغييرات جذرية، توجد شركات عائلية متوجهة نحو إدارة مبنية على تفويض القوة والصلاحية للمديرين وغيرهم من الرؤساء والمسئولين في الشركة.

فلا يوجد تخوف ولا انزعاج لمن هم واثقون من اختيار موظفيهم. فكلمة مدير ليست فقط مرتبطة بمعدل راتب، ولا هي مجرد مكرمة من دون مبرر. بل هي تهدى لأولئك الموظفين الذين يمكننا الثقة بهم، وتوكيلهم أعمالنا وأمور شركاتنا التي هي ضمن خبراتهم وقدراتهم.

فإذاً لا نملك الثقة بموظفينا كيف إذاً علينا أن نقود مؤسساتنا نحو مستقبل اقتصادي مشرق يشارك فيه الجميع لمصلحة الجميع؟ وإذا نظرنا إلى أكبر الأسماء في العالم اليوم، وتعمقنا في تاريخها، من مارس للحلويات (شركة خاصة، مغلقة) إلى أي - بي - أم (شركة مساهمة,) نجد بأنها لم تتمكن من الأداء والازدهار المميز من دون الثقة المتبادلة بين الإدارة العامة ومديري الأقسام المختلفة.

لتو كنت أتحدث مع مدير ذكر أن في شركته لا توجد لديه صلاحية لأن يجعل الزبون دائماً مبتسماً. وإذا حاول بأن يتصرف ضمن حدود معقولة لمساعدة الزبون وعدم محو الابتسامة من وجهه، سرعان ما تقوم الإدارة العليا بمعاتبة المدير. فترى الإدارة بأنه تحدى مسئولياته. لكن هل ترى هي مسئوليات أم ضوابط لمنع المدير من ممارسة نشاطه الإداري بدلاً من التوجيهات البيروقراطية الآتية من فوق؟

لا أحد يقول إن إدارة الشركات أمر سهل، ولا هو من السهل أن نجد من هم ذوو كفاءة وقدرة على أن يعملوا معنا لتحقيق أهدافنا التجارية. لكن مهما يكن، يتطلب الأمر ثقة في أنفسنا أولاً عبر اختيارنا مديري شركاتنا وثانياً ثقةً في هؤلاء المديرين لأن يعملوا لمصلحة الشركة.

فكما يقال، الأعمال والتجارة هي الثقة. وقبل أن يثق الزبون بمديريك، عليك أنت كصاحب شركة أن تثق بمديريك?

العدد 1543 - الأحد 26 نوفمبر 2006م الموافق 05 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً