للمرة الأولى تاريخ البحرين يسمح للصم والبكم بالتصويت في الانتخابات النيابية والبلدية، وللمرة الأولى في الوطن العربي يشارك الصم والبكم في مراقبة الانتخابات بما يمثل نقلة نوعية في حياة هذه الفئة التي طالتها يد الإهمال والغبن على أكثر من صعيد طوال السنوات الماضية.

وقد ذهب عدد من هؤلاء إلى مركز مدرسة القدس الابتدائية للبنات لممارسة حقهم الدستوري في التصويت واختيار المترشح الذي يعتقدون أنه الأكفأ، وفي مراقبة الانتخابات... “الوسط” التقتهم، وعبر اثنان منهم وهما حسن الغريفي وطالب عايش ويمثلان الجمعية البحرينية للحريات العامة ودعم الديمقراطية عن سعادتهما للسماح للصم والبكم بممارسة هذا الحق “حق المواطنة”.

وقال حسن الغريفي: “نشعر اليوم بالسعادة تغمرنا، وبأننا جزء لا يتجزأ من المجتمع بعد أن كنا نشعر في السابق أننا في عزلة، ويعود الفضل بعد الله تعالى إلى الجمعية البحرينية لممارسة الديمقراطية ورئيسها محمد الأنصاري، نعتبر خطوة السماح لنا بالمساهمة في مراقبة الانتخابات ناجحة لأن معظم الدول لم تتخذ خطوة إيجابية في مجال إشراك فئة الصم في هذا النوع من الجمعيات”، ودعا المسئولين في الدولة إلى الاهتمام بفئة الصم والبكم، وتحسين مناهجهم الدراسية، والثقة بقدراتهم بما يؤدي في نهاية المطاف إلى المساهمة في تطور المجتمع.

وأوضح “نتمنى أن تكون هذه هي الانطلاقة للصم والبكم، وأن تشهد المرحلة المقبلة دورا واهتماما كبيرين بنا، ونحن حضرنا قبل بدء الانتخابات محاضرة تعني بالانتخابات مع الأفراد العاديين ولا يوجد اختلاف بيننا، كما يمكننا أن نؤدي ما تتطلبه هذه المهمة ونحن كفؤ لها، ونتمنى ألا نغفل أو يغض النظر عنا لأننا جزء من هذا المجتمع وبإمكاننا المشاركة في الانتخابات المقبلة أيضا حتى في عملية إدخال البيانات للحاسوب ووجودنا اليوم يثبت إننا قادرون على تغطية مثل هذه الفعاليات”.

ويوافقه في الرأي طالب عايش الذي قال “منذ تسلمنا للبطاقة التي تعرفنا كممثلين عن الجمعية ونحن نشعر بأن حياتنا تغيرت وأصبحنا نرغب في زيادة معلوماتنا عن الانتخابات على رغم أننا في السابق لم نهتم بذلك ومع انها المرة الأولى التي ندخل فيها هذه الأجواء سواء كناخبين أو مراقبين فإننا لم نتردد وكان لدينا عزم في المشاركة في العملية الانتخابية”