إن مكرمة جلالة الملك بتمليك أسرة الأدباء والكتاب مقراً دائماً عبارة عن فيلا جديدة من ثلاثة أدوار بمنطقة الزنج, لم تترك بصمات الفرحة والابتسامة فقط على ملامح أعضاء أسرة الأدباء والكتاب بل على ملامح كل محب للثقافة والأدب والشعر والإبداع وتطور هذا البلد. ولأنني من الموجودين في ساحة الشعر الشعبي فمن الطبيعي وأنا أقرأ الخبر أن أتذكر مقر جمعية الشعر الشعبي ومدى تواضعه مع مراعات أن كلمة (تواضعه) هي كثيرة في حقه. فمقر الجمعية بالإضافة الى أنه ليس ملكاً لها, يفتقر لأبسط مميزات المقر المثالي, إذ لا توجد به صالة تغني الشعراء عن استئجار الصالات لإقامة الأمسيات والفعليات. كما لا توجد في مقر الجمعية مكتبة تساعد الشعراء وتشجعهم على البحث والقراءة, والمكتبة الموجودة حاليا لا ترتقي للمستوى المطلوب. ناهيك عن موقع المقر الذي يقع في حي سكني بدهاليز الرفاع, وفي بناية سكنية يسكنها آسيويون في الدور الأول ومقر الجمعية في الدور الثاني, هذا بالإضافة لعدم توفر مواقف للسيارات بجانبه, وغير ذلك ما يضعف اغراءات الجمعية في استقطاب الشعراء والمبدعين, ويوحي بعدم التفات واهتمام الجهات المسؤولة بالشعر الشعبي ورواده. وهذا بطبيعة الحال يؤثر سلبا على مستوى الساحة.
مقر أسرة الأدباء والكتاب لم يأتِ بالتمني والجمود, إذ أتى بعد تحركات عدة آخرها لقاء وفد منهم بالدكتور محمد عبدالغفار وزير الاعلام وزير الدولة للشئون الخارجية تم خلاله استعراض المعوقات التي تعترض الاسرة لتحقيق أهدافها ومن ضمنها توفير مقر دائم, فكان لهم ذلك. وعليه, فلن يكون لشعراء الشعر الشعبي مقر وهم كباسط كفيه للماء ليبلغ فاه. إذ يحتاج الأمر لمن يتحرك ويكتب ويوصل المعاناة ومدى الحاجة, وهذا دور إدارة الجمعية بالدرجة الأولى. ولهذا نتمنى أن نشهد تحركاً جديا بهذا الخصوص. إلا إذا كانت هناك رغبة في الانتظار 37 سنة كما حدث مع أسرة الأدباء والكتاب الذي تأسس العام 1969 ولم يحظى منذ التأسيس بمقر دائم إلا بعد هذه المكرمة.
كل أملنا أن لا يحدث ذلك لأن الظروف اليوم ليست كظروف الأمس التي مرت بها أسرة الأدباء, وعشر سنين منذ تأسست الجمعية الى هذا اليوم من دون مقر كفيلة بأن تشفع لها في الحصول على مقر واستقرار. ونحن بدورنا متفائلون بتحرك إدارة الجمعية, ومتفائلون أيضا في قرب فرحة أسرة الأدباء والكتاب لأشقائهم في جمعية الشعر الشعبي كما فرحوا لهم اليوم
العدد 1541 - الجمعة 24 نوفمبر 2006م الموافق 03 ذي القعدة 1427هـ