البرلمان ليس ملاذاً لتحقيق مآرب شخصية لأشخاص ظلوا طوال حياتهم يعيشون في فراغ المجهول حتى ربما من قبل أفراد عائلاتهم، رأوا في البرلمان فرصة للوجاهة والبروز في الصفوف الأولى وكسب المال، باللغو والهذرة الفارغة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع. إذ تبقى طروحاتهم في إطار الشئون الشخصية ذات القناعات الفردية، التي لا يرى المجتمع فيها ما يمس حياة الفرد المعيشية والاقتصادية والتعليمية، وإشاعة الحرية وعلى رأسها الحرية الفكرية، أساس تقدم الشعوب وتطورها، ما يؤدي إلى أن يأخذ المجتمع مكانه اللائق بين الأمم المتقدمة علمياً، واجتماعياً وتكنولوجياً، ويحققوا دعوة الخالق العظيم في ندائه لخلقه «يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذوا إلا بسلطان» (الرحمن: 33)... وليس بفرض الحجاب وإطالة اللحى وتقصير الثياب وسواقة السيارات بتهور وجنون!؟ و...
في ضوء سلف نستطيع أن نضع مفهوماً مناسباً لمعنى البرلمان... ونحدد هذا المفهوم في أن البرلمان يعتبر حلقة من أرقى الحلقات وأعظمها أهمية في سلسلة نضالات الشعوب وتضحياتها من أجل الحرية والديمقراطية وترسيخ العدالة الاجتماعية لذلك ما يمكن التلاعب بالانتخابات، ومراعاة توزيع الدخل بين أفراد المجتمع بالقسطاس المستقيم بعيداً عن السطو والنهب الوضاح الجبين، الى حد يشعل نيران القلوب ويؤجج الكراهية ويثبت الحقد جراء ظاهرة أفراد يناجون الثريا وغالبية تلعق الثرى، وتبيت على الجوع والطوى، ثم يؤذن الإعلام الرسمي: «إن الانسان المواطن هو الثروة الحقيقية التي نهدف إلى اسعادها ولكن بطريقتنا الخاصة؟!. ولما أن البرلمان يعتبر حلقة من أرقى الحلقات وأعظمها أهمية في سلسلة نضالات الشعوب وتضحياتها... فإنه من الضروري، أن يكون عضو البرلمان هو ذلك المناضل والمضحي الشريف، المكتنز عقلاً وروحاً وأخلاقاً ومبادئ بمفهوم النضال وغاياته السامية، وليس ذلك الذي جاء يتمطى من فراغ ليجرب نفسه في حلبة الصراع البرلماني، ممن يحق عليهم ما يتناقله المحرقيون بخصوص جماعة المتمطين الآتين من فراغ بنصه الآتي:
كل علق صورته واسمه
يستنى النصيب والقسمة
عسى ينكتب بالالفين اسمه
وينفخ صدره ويرز خشمه
ويفاخر أنا عنطوز ولد اسمه
مولود عام الطبعة بالدسمة
إقرأ أيضا لـ "محمد جابر الصباح"العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ