نواجه غداً منحنى كبيراً في تاريخ البحرين، فهذه الانتخابات هي الأولى التي تشارك فيها جميع الاطياف السياسية في البحرين بعد بدء المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، فقد شهدنا في العام 2002 انتخابات قاطعتها قوى المعارضة وشهدنا برلماناً ضعيفاً اعترف بفشله من في داخلة لمدة 4 سنوات، فهل نعتبر دخول هذه القوى نقطة تغيير على سير المشروع الإصلاحي بعد تراجع كلف هذه البلاد الكثير؟.
لقد رأينا منذ 5 سنوات بدء المشروع الاصلاحي الكثير من الشد والجذب والتقدم والتراجع فكانت البلاد في شبه حال استنفار، وكان العمل السياسي على أشده طوال هذه الفترة ،هناك من قال إن المقاطعة كانت مجدية، وهناك من قال إن المقاطعين خسروا الكثير وباعتقادي كان الطرفان محقين إذا نظرنا للموضوع من جميع النواحي فقد كسب المقاطعون العمل بحرية أكبر من خارج قبة البرلمان وخلقوا وعيا دستوريا كبيرا بين جماهير الشعب وعملوا على انشاء قواعد جماهيرية مع عرض افكارهم على الملأ ونشرها بين الناس، لكن من جهة أخرى، كانوا خارج السلطة وفقدوا الاتصال المباشر مع الحكومة، وقد خسروا امكان تعطيل صدور القوانين المقيدة للحريات فرضت على هذه الجمعيات، لقد عايشنا الكثير من الحوادث التي أخذت صداها في الشارع وفقدته في البرلمان السابق كقانون الأحوال الشخصية وقانون الجمعيات السياسية والكثير غيرها. والسؤال: هل نشهد تغييراً في البرلمان القادم؟ هل سنرى بريقاً من الامل ام نرى تراجعاً أكبر؟ الكثير ستفرزه هذه الانتخابات القادمة، فهي ستفرز شعبية الجمعيات السياسية في صناديق الاقتراع ونرى جدية الناس في التعامل مع هذه الانتخابات بعدما عايشته من البرلمان السابق؟ لقد افتتحت الخيام الانتخابية للمترشحين وكل يعرض قضاياه ومواقفه أمام الناس ويقطع على نفسه وعوداً يجزم بتنفيذها خلال الدورة المقبلة.
هناك الكثير من المعوقات كما هو متوقع فهناك مشكلة ارتفاع السن القانونية للترشيح والانتخاب، فبهذه السن المرتفعة إلى 21 الذي لا نراه في غالبية الدول الديمقراطية في العالم ستخسر الانتخابات فئة كبيرة من الشباب الناخب الواعد، وشعب البحرين فتي والشباب هي الفئة الأكبر في المجتمع، وأخيراً وليس آخراً نرى مشكلة المراكز المفتوحة التي ستكون المنفذ الأمثل للعب في النتائج من خلال استخدام الناخبين غير المعنونين والذين قدروا بـ 8000 ناحب، وهذا ما تتخوف منه المعارضة.
وأما ما يخص الشباب من هذه العملية فهو مستقبل هذا الشباب في وطنه البحرين الذي يضيق عليه يوما بعد يوم، فهي الشريحة الأكبر الذي تعاني من جميع المشكلات القائمة التي تمس حياتهم مباشرة من تعليم متخلف وبطالة كبيرة. فالشباب حالياً من المستحيل أن يعيش بالنمط نفسه الذي تعود عليه سابقاً، فقد وعى أن عليه المحاربة من أجل أن يحصل على عمل لائق في وسط المنافسة الكبيرة له من الفئات المجنسة والعمالة الأجنبية، وعرف الشباب أن من المستحيل امتلاك قطعة صغيرة لبيت يضمه ويضم عائلته المستقبلية بعد نفاد الأراضي وارتفاع كلفتها وكلفة البناء لأرقام خيالية وهناك أيضاً مشكلة الزواج التي أصبحت عملية مكلفة جداً وبعد تخرج هذا الشباب من المعترك التعليمي إلى ساحة العمل ضمن ظروف صعبة ومستقبل لا يبشر بخير، من كلام عن إفلاس صندوق التقاعد صندوق الامان المستقبلي للجميع وبعد انباء عن نفاد الغاز وتدني انتاج النفط وارتفاع الاسعار الخيالية لجميع المنتجات فهل يرى هذا الشباب خيراً من البرلمان القادم أم يستسلم لهذه العاصفة وتبدأ دوامة الضياع؟
في النهاية هل يستفيد المواطن البحريني من هذه الانتخابات وما ستفرزه أم سيبقى الوضع الحالي من عدم استقرار؟ أم تعود البحرين إلى حالها الأولى من حاله عدم الاستقرار والصدام؟
سنرى ما سينتج عن هذه الانتخابات فإن نجحت ستكون فاتحة مرحلة جديدة للتغيير للأفضل، وإلا سيبقى هذا الشعب الأبي يناضل من أجل حقوقه ومن أجل مستقبل أفضل سيواصل الجيل الجديد مسيرة التغيير والحرية
العدد 1540 - الخميس 23 نوفمبر 2006م الموافق 02 ذي القعدة 1427هـ