قال المترشح النيابي عن الدائرة الثالثة بالمحافظة الشمالية تقي الزيرة، إنه سيسعى لتكوين كتلة وطنية عريضة داخل البرلمان، وسيعمل على توجيه اهتمامات النواب للقضايا الاقتصادية وقضايا المواطنين العادية التي تسعى لإصلاح حال المواطن وتبعده عن حلقات الفقر والبطالة والحرمان ، وتبعد الشباب عن بيئة الفساد والتسكع والضياع والمخدرات وتوفر له ولعائلته معيشة كريمة ورزقاً شريفاً. جاء ذلك في حوار مع «الوسط» تطرق فيه الزيرة الى موضوعات القوائم، والملفات المتوقع مناقشتها في البرلمان المقبل، وقضايا أخرى، فإلى الحوار:
? لماذا لم تنضم إلى قائمة الوفاق أو القوائم الوطنية الأخرى ؟
- قد يكون السبب هو أن الوفاق استكملت قائمتها النيابية في وقت مبكر بينما مازال موضوع ترشحي بين المنامة والشمالية لم تحسمه محكمة الاستئناف العليا . مع ذلك لا أعتب على الوفاق أو على الجمعيات السياسية الأخرى ، فالجميع كان يعيش تحت ضغوط صعبة وكانت أعداد الراغبين في الترشح للنيابي والبلدي بالعشرات وربما بالمئات .
? أنت من مؤسسي الوفاق لكنك مترشح مستقل ... لماذا ؟
- تتلمذت في السياسة والاقتصاد منذ العام 1969 في جامعة الكويت اذ كان التيار القومي وتيار الجبهة الشعبية وجبهة التحرير متواجدة بقوة في الخارج ومازالت تربطني علاقات طيبة وتفاهم وطني مع قيادات وشخصيات وطنية أفتخر بها . وعندما اشتغلت في تأسيس الوفاق وجدت نفسي بعيداً عن هذه الشخصيات المناضلة ، لاسيما عندما تتأزم المسائل مابين التيارات السياسية. ترشحي كمستقل أعطاني مساحة من الحرية والاستقلالية والاحتفاظ بعلاقات وطنية واسعة والقدرة على التدخل والمبادرة لإقامة حوارات وطنية مابين الأطراف السياسية الشعبية والرسمية عندما تتوتر العلاقات أو الأوضاع في الساحة .
? الدائرة الثالثة بالشمالية هي أكبر معقل للوفاق وتوجد بها مرجعية الوفاق الشيخ عيسى قاسم وكأنك تنافس الوفاق وتيار الانتفاضة ما هو تعليقك ؟
- يعلم الجميع أنني سعيت جاهداً لتغيير عنواني إلى المنامة لكنني فشلت ثم قررت الامتناع احتراماً لشخصيات كبيرة كانت مترشحة من الوفاق لهذه الدائرة مثل الشيخ محمد علي المحفوظ ، وعندما وصل لعلمي أن الشيخ المحفوظ غير راغب في الترشح رشحت نفسي بعدما تداولت الفكرة مع أهالي الدائرة خلال شهر رمضان المبارك . وأنا على أي حال جزء من تيار المعارضة وأحد مؤسسي الوفاق وإذا فزت فسأكون جزءاً من الكتلة الوطنية بداخل المعارضة . أنا ليست دخيلاً على المعارضة أو على المنطقة فأنا أقطن في سار الجديدة وأهلي من طرف أمي موجودين بكثرة في بني جمرة وجدي الأكبر هو أحد علماء المنطقة الشيخ حسين إبراهيم الجمري .
? اجتمعت مع الشيخ عيسى قاسم لبحث موضوع ترشحك في الدائرة ، هل طلب منك الانسحاب ؟
- سماحة الشيخ عيسى قاسم لم يطلب مني بتاتاً الانسحاب لصالح أي مترشح . هو عبر عن قلقه من تشتت الأصوات وتبعثر الجهود ، وهو أرفع بكثير من أن يطلب من أحد أبنائه الانسحاب ، فهو أهم شخصية علمائية تدفع باتجاه المشاركة وحرية الرأي وتشجع الكفاءات الوطنية للمساهمة في عملية التنمية السياسية والمجتمعية لهذا البلد.
? هل مورست ضدك ضغوط من الوفاق أو من بعض العلماء للانسحاب ؟
- كلا، كانت هناك مبادرات أخوية ذاتية من بعض زملائي في الوفاق لا علاقة لها بجمعية الوفاق سعت للتوفيق مابين ترشحي وترشح عبدالحسين المتغوي ورحبت بهذه المساعي وعرضت عليهم اقتراحاً بجعل هذه الدائرة مفتوحة مثلما حدث مابين المترشحين السيد مكي الوداعي و ميرزا المحاري حتى يحترموا رغبة الأهالي ويعطوا الفرصة للناخبين حرية الاختيار من دون وصاية أو ضغوط، إلا أنني حتى هذا اليوم لم أستلم أي جواب على اقتراحي . الجميع يعرف أن الأهالي متحمسين لترشيحي بل أن معظم أبناء بني جمرة كانوا متجهين للمقاطعة إلا أن قرار ترشحي الذي جاء متأخراً نوعاً ما أدى إلى تغيير قرارهم أسالوا أهل بني جمرة بأنفسكم ، عموما قلت للشيخ عيسى إن فوزي أو فوز عبدالحسين المتغوي سيان لي وللوفاق وللوطن . كلانا أبناؤه وأبناء الوطن وفي خدمة الوطن وتحت راية واحدة في البرلمان.
? ما هي أهم الملفات التي ستطرحها إذا فزت في الانتخابات النيابية ؟
- بصورة عامة أرى أن البرلمان المقبل محتاج للالتفات أكثر للملفات التي تعالج قضايا المواطن العادي . هناك مئات الآلاف من البحرينيين لم تصلنا أصواتهم ولم نجتهد لمعالجة مشاكلهم وإيصال أصواتهم ومعاناتهم للمسئولين والنواب وفي مقدمتهم العاطلين عن العمل، والفقراء والمحرومين والمظلومين والمقهورين، وربة الأسرة والأرملة والمطلقة، والشباب الباحثين عن بوابة تفتح مستقبلهم، والباحثين عن مسكن يأويهم ، والمرضى والمقعدين والعاجزين، والساعين بحثاً عن مصادر رزق شريفة ومعيشة كريمة لهم ولعائلاتهم.
? النائب المستقل لا يستطيع طرح برنامجه الانتخابي بينما الكتلة الموحدة أقوى وأكثر فعالية، فما الجدوى من وجودك مستقلاً ؟
- في الواقع كل المترشحين في القوائم الانتخابية الحالية والمستقلين سيجدون أنفسهم منساقين للتكتل داخل البرلمان . لن يستطيع أي مستقل أو أي كتلة مهما كان حجمها أن تحقق مكسباً أو تحرز تقدماً في النيابي ما لم تتعاون مع النواب الآخرين. كما أن التكتل والتحالف قبل الانتخابات يختلف عن التحالف داخل البرلمان ويتغير بتغير الموضوع والحالة السياسية والاقتصادية في البلد. ليس هناك حلفاء دائمون في البرلمان ولكن هناك مبادئ ومصالح ومعتقدات ثابتة.
? هل هذا يعني انك ستتخلى عن استقلاليتك داخل البرلمان ؟
- داخل البرلمان نعم ، ولكن خارجه سأبقى مستقلاً عن هذا الحزب أو ذاك. وسأحترم خصوصيات الآخر ومواقفه ، وسأسعى لتكوين كتلة وطنية عريضة داخل البرلمان ، وسأعمل على توجيه اهتمامات النواب للقضايا الاقتصادية وقضايا المواطنين العادية التي تسعى لإصلاح حال المواطن وتبعده عن حلقات الفقر والبطالة والحرمان، وتبعد الشباب عن بيئة الفساد والتسكع والضياع والمخدرات وتوفر له ولعائلته معيشة كريمة ورزق شريف.
? ماذا عن الملفات السياسية، هل ستدعم المعارضة عندما تطرحها في البرلمان ؟
- من دون شك . الملفات السياسية والحقوقية التي تصب لصالح الوطن والمواطنين وتؤدي إلى تخفيف حدة التوتر والاحتقان، وتقلل من درجة الفقر والحرمان، وتزيد من رصيد الشعب وترفع يد الظلم والاستبداد سأعمل جاهداً على دعمها ومساندتها . لكنني لن أنساق للشعارات والمزايدات السياسية التي تستهدف دغدغة مشاعر المواطنين أو التصادم مع السلطة وإحداث فتنة ترجعنا جميعاً إلى المربع رقم واحد. نحن جميعاً نسعى للتغيير والإصلاح ولكن يجب أن يكون ذلك بصورة توافقية وسلمية ومتدرجة وتركز على إصلاح المواطن ورفاهيته وكرامته وحقوقه قبل كل شيء. المسألة لا تتعلق بإحراز نقاط على الحكومة بل إحراز نقاط للمواطن من دون حاجة للتصادم مع الحكومة.
? يقول البعض إن البرلمان لن يغير شيئا بسبب رجاحـة كفة مجلس الشـورى على مجلس النـواب ما لم يحدث تعديل دستـوري، فما هو رأيك ؟
- نعم. هذا صحيح من الناحية النظرية . فالدستور رجح كفة مجلس الشورى على كفة مجلس النواب. ونحن قررنا المشاركة في البرلمان إنطلاقاً من مبدأ أن المشاركة في أسوأ الأحوال ستكون دفعاً للضرر. إلا أنه من الناحية الواقعية، فإن المشاركة هي خطوتنا الأولى لتأسيس جسر من الثقة السياسية ما بيننا الشعب والحكومة واختبار نواياها ونوايانا في دعم هذا الجسر باتجاه المصالحة الوطنية وفتح صفحة جديدة وعلاقة جديدة لخدمة الوطن والمواطنين . تعديل الدستور والمشاركة في البرلمان ليست هدفاً بحد ذاتها . فهي أدوات ووسائل لتحقيق رفاهية الإنسان والإعداد لأجيال المستقبل والتخلص من قوى التخلف والرجعية والفساد ، أهلية كانت أم رسمية ، والانطلاق نحو بناء دولة الإنسان ?
العدد 1539 - الأربعاء 22 نوفمبر 2006م الموافق 01 ذي القعدة 1427هـ