لا تجد الشائعة مَرْتَعاً خصباً لها كما في الأجواء الانتخابية، فهي تسرح وتمرح كما يحلو لها بين مقار المترشحين ومجالس الناخبين. وكلما اقترب موعد الحسم الانتخابي ازدادت حدّة الشائعات. والشائعة اما أن تكون عفوية أو تكون «مدفوعة الأجر». وفي كلتا الحالتين يجيّرها المرشحون لصالحهم باستخدامها سلاحاً فتاكاً يحط من عزيمة الطرف الآخر، أو يسقطه ويشوه سمعته أمام الناخبين. وقليل من يلتزم النزاهة في زحمة العراك الانتخابي، مهما ادعى كثيرون ذلك.
لا تأخذ الشائعة مجراها، بطبيعة الحال، في مجتمع يملك من الوعي السياسي والديمقراطي قدراً واسعاً، بل تجد متنفسها في العقول الضيقة وغير الملمة بألاعيب «الدمقرطة». لذلك شهدت (وتشهد) الساحة البحرينية في الأيام الأخيرة استنفاراً شائعاتياً يخرج من دهاليز مجهولة، وتتناوب عليه أطراف عدة، ليس بدءاً من جهات مسئولة وليس انتهاءً بمديري ومريدي الحملات الانتخابية.
كل المطلوب، أن يبقى الجميع في حذر، فهفوة غير مقصودة أو زلة لسان أو نقل خاطئ ليس بعيداً أن يتحول إلى شتيمة وإعلان حرب تسقيطية لا هوادة فيها بين العوائل أو الأحزاب. والعاقل من يكتم الإشاعة حتى عن شريك حياته. حريٌّ بنا أن نقدم نموذجاً تنافسياً أخلاقياً راقياً في هذه التجربة الثانية التي لم يبق عليها سوى بضعة أيام، لننسى فوضى الاعلانات المعلقة وضجيج المترشحين، فلا «جَعْجَعة» برامج حينها ولا «قَعْقَعة» صور
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1537 - الإثنين 20 نوفمبر 2006م الموافق 28 شوال 1427هـ