المناظرة التي أدارتها «الوسط» بين مترشحي الدائرة الخامسة في محافظة العاصمة، بدأت قبل موعدها، إذ احتدم النقاش بين المترشحين حتى قبل بدئها، حين انتقد المترشح يوسف مرهون (مستقل) الشعار الانتخابي لبعض المترشحين من بينهم مترشح «الوفاق» في الدائرة محمد المزعل، مشيرا بذلك إلى عبارة «صوتك لمرشح الوفاق استجابة لنداء العلماء» في شعار المزعل، وهو الذي اعتبره مرهون تمييزا طائفيا.

المناظرة التي جمعت 5 من مترشحي الدائرة هم النائب حسن بوخماس (مستقل) وجمعة الجفيري (مستقل) وشهزلان خميس (قائمة الوحدة الوطنية)، إضافة إلى المزعل ومرهون، فيما تغيب علي حسين عن المناظرة لظروف عمله، اتسمت بالسخونة وخصوصا حين أكد الجفيري أن المزعل طلب إليه أن يجد له طريقا للنفاذ إلى أهالي الجفير للتقرب إليهم، وهو الأمر الذي نفاه المزعل حين أكد أن الجفيري هو من طلب منه ذلك للنفاذ إلى أهالي النبيه صالح.

كما احتج مرهون على ما ردده المزعل من أن أهالي الجفير وفاقيون، مؤكدا أن غالبيتهم من القوميين، ورفض بوخماس مسألة ربط انسحابه من كتلة المنبر الاسلامي بكونه مترشحا عن دائرة شيعية، كما رفضت شهزلان مسألة وضع ما وصفته بقائمة للمؤمنين وأخرى للكفار، وإنما المعيار هو اعتبار الكفاءة أمرا أساسيا للتصويت.

يشار إلى ان مشاركة مرهون في اللقاء جاءت قبل اتخاذه قرار الانسحاب من الانتخابات.

وفيما يأتي المناقشات التي دارت بين المترشحين في الدائرة:

? الجفيري، هل كنت تأمل في دعم “الوفاق” لك في الانتخابات؟

- الجفيري: اعلنت نزولي مستقلا، ولدي عضوية في الوفاق منذ العام 2002، لأنها الأسبق في التكوين، إضافة إلى كوني عضوا أيضا في جمعية العمل الاسلامي (أمل)، ولكني فضلت النزول مستقلا وأعلنت ذلك على أساس أن دائرتي لها هموم معينة، غير أني أرى أنه لا يوجد تيار يستطيع أن يجزم ويقول انه مسيطر على هذه الدائرة، وكل ما نأمله من الناخبين أن يعتمدوا معيار الكفاءة والنزاهة في عملية التصويت، فعلى هذا الأساس تقدمت من منطلق شعوري بالحاجة لخدمة الوطن عموما وخدمة الدائرة خصوصا.مردفا أن الاجتماعات التي عقدت مع الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان لم تسفر عما نأمله، إذ لم نصل إلى تراض على الآلية التي يمكن بموجبها الترشح عن الدائرة.

? عرضت عليك الوفاق أن تدعمك في حال ترشحت للمجلس البلدي وتنازلت عن النيابي لصالح المزعل، لكنك رفضت، لماذا؟

- الجفيري: الآلية التي اتبعتها الوفاق هم يقرون بضبابيتها منذ البداية، إذ كانوا يشيرون إلى أن الاختيار سيتم بمشاركة أهالي الدائرة، إلا أنه بعد بروز اسم المزعل استفسرت إن تم الاستئناس برأي احد في الدائرة بشأن هذا الاختيار، وفي ضوء ذلك ومن باب شعوري بالمسئولية تقدمت وتركت الخيار لأهل الدائرة ولا أرى في ذلك عيبا، والخيار أولا وأخيرا للناخب نفسه، ويجب أن نثق بقدرة الناخب على التمييز، ونشعر بأنه واع لما يدور حوله.

الجفير محسومة للجفيري

? يتردد في الدائرة أن الجفيري يحظى بدعم كبير من قبل أهالي الجفير بخلاف المترشحين الآخرين، فما رأيكم؟

- المزعل: قسم كبير من أهالي الجفير يدعم خيار الوفاق كجمعية سياسية مدعومة من قبل القيادة العلمائية في البلد، شأنهم شأن غيرهم من المؤمنين في البحرين في مختلف الدوائر، لأنهم مؤمنون بأن أداء الكتلة الوفاقية القوية المتوحدة سيؤدي الى ما لا يستطيع المستقلون تأديته كمستقلين.

ولا يخفى على أحد أن الكتلة الوفاقية المدعومة علمائيا لها امتداد شعبي واسع في كل انحاء البحرين، فالفرد والناخب في الدائرة لا ينظر إلى دائرته فقط وإنما إلى أصوات الداعمين لهذه الكتلة في بقية دوائر المحافظات الخمس، ويرى الناخب في هذه الدائرة أنه حينما يصوت لمرشح الوفاق فإنه يصوت لكتلة الوفاق التي تتكون من مجموعة أشخاص نتمنى أن يصلوا الى البرلمان.

مرهون: دعني أذكّر بالندوة التي تحدث فيها الشيخ علي سلمان في الجفير، وكانت معظم النقاط التي أثيرت تؤكد أن الأهالي لا يؤيدون المزعل وإنما يؤيدون الجفيري.

شعرنا من الأهالي أنه ليس هناك حضور وفاقي في الندوة وأنهم يفضلون مرشحا من الجفير، ولديه حضور قوي في المنطقة، بل ان أحد أهالي الجفير الذي كان حاضرا في المنطقة ذكر أن المنطقة يسودها قوميون... وبالنسبة الي فإن لي حضورا قويا في النبيه صالح.

المزعل:... الدخول في العملية الانتخابية ليس شأنا شخصيا، هذا شأن عام ويتعلق بمصير البلد وبرسم سياسات مستقبلية تمس الأجيال، وأهالي الدائرة كغيرهم من أهالي البحرين في بقية المناطق لتدينهم أثر كبير في اتخاذ القرار، والعلماء في المجلس العلمائي يحظون باحترام كبير لدى أهالي الدائرة، ولذلك يمثل التصويت لمرشح الوفاق شأنا كبيرا. كما يجب ألا ننسى أن الناخبين سيصوتون أيضا للبرامج الانتخابية التي يمكن أن يقتنعوا بها...

...والنبيه صالح للمزعل

? الحديث نفسه يتردد عن منطقة النبيه صالح، إذ يقال ان أهالي هذه المنطقة سيحسمون أمرهم لصالح المزعل؟

- الجفيري: بعيدا عن الشعارات والمزايدات نحن نؤمن بالعمل الجمعي لا المنفرد ولن نغرد خارج السرب وندعو ناخبينا الى المراهنة على وطنيتنا، وانسان قضى زهرة حياته في السجن لن يفرط يوما ما في أي موقف وطني يتطلب منه أن يأخذه تحت قبة البرلمان، وإذا اختار الناخب المترشح الصحيح الذي لا تزعزعه إغراءات أوضغط فسنكون نجحنا.

وأؤكد مرة أخرى أننا لن نغرد خارج السرب تحت قبة البرلمان، فإذا كان هناك موقف وطني، فسنكون ممن يؤيد الوفاق فيه.

- مرهون: أنا موجود في النبيه صالح، وبحسب قراءتي للمنطقة والاجتماعات التي قمنا بها مع الأهالي فيها، فهناك دعم قوي، وأتوقع حصولي على أكثر من 50 في المئة من عدد أصوات المنطقة، ومن الطبيعي أن يكون لمعظم المترشحين قواعد معينة في مناطقهم... تكلمت مع أناس يميلون إلى الوفاق، لكنهم أكدوا دعمهم لي وطلبوا مني أن أشكل تكتلا مع الوفاق في البرلمان في حال فوزي، وفي حين أن معظم طلبات الوفاق طلبات شعبية وبرنامجي الانتخابي يشابه برنامجهم فلم أر مانعا من ذلك.

الجفيري: أنا أؤمن بأن الناخب ليس قاصرا وانا واع بما فيه الكفاية، وأؤيد ما ذهب إليه أحد أئمة المساجد في المنطقة، حين كان ينصح المصلين بأن يأخذوا حصتهم من التفكير وأن ينتخبوا من يرونه مناسبا وأنهم لن يفرض عليهم أي شخص (...) وأرجو ألا ننجر إلى مسألة ضرب عالم دين بعام آخر، وفي النهاية كلنا نراهن على وعي الناخبين.

بوخماس (انضم لاحقا): في أية حملة انتخابية، من البديهي أن أي مترشح سيسأل أي ناخب إن كان سيصوت له من عدمه، فبالتأكيد سيقول له نعم.

وبرأيي اننا لا نستطيع أن نتعرف على هوى الناخبين إلا عن طريق جهة محايدة عبر استبانة توزع على أهالي المنطقة، وإن كنا سنعتمد على من يبدون تأييدهم لنا صراحة، فقد أعرب الكثير من أهالي المنطقة عن دعمهم لي. ومن هذا المنطلق أرى أنه لا يمكن تحديد نسبة الأصوات التي سيكسبها المترشح في أية منطقة، وذلك يعتمد على امكانات وانجازات كل منهم في المنطقة.

وربما هذا يدفعني إلى القول اني على رغم ما حققته لأهالي المنطقة، فإني لم أسلم من انتشار بعض الشائعات عني التي تحملني أسوة بنواب آخرين مسئولية تمرير قانون مكافحة الإرهاب على رغم أني كنت أحد المنسحبين من الجلسة بعد اقراره.

? هل تعتقد أن أحد المترشحين كان وراء هذه الشائعات؟

- بوخماس: لا أتهم أحدا، ولكن من وجهة نظري فإن هذه الشائعات لن تكون لصالح احد، فصندوق الاقتراع هو الذي سيحدد نسبة الأصوات.

مترشح سني في دائرة شيعية

? هل تعول على حظوظك في المنطقة كونك نائبا سابقا؟

-بوخماس: لا، ليس كثيرا، فالترشح تكليف لا تشريف...

? كيف ترى نفسك وأنت المترشح السني الوحيد في الدائرة بين خمسة مترشحين آخرين؟

- بوخماس: أهالي المنطقة بعيدون عن الطائفية، صحيح أنني قد أكون السني الوحيد الذي يرشح نفسه في منطقة شيعية، لكن ذلك لا علاقة له بالأمر.

? هل هذا يبرر انسحابك من كتلة المنبر الوطني الإسلامي؟

- بوخماس: لا علاقة للانسحاب بذلك، ولكن وفقا لتجربتنا السابقة كان هناك تنافر واضح بين الكتل، وكانت كل كتلة تحاول اسقاط الكتل الأخرى، بينما النائب المستقل يمكنه أن يختار الكتلة التي يدخل فيها، الوفاق أو غيرها.

المزعل معلقا: كلهم أبدوا تأييدهم للدخول في كتلة الوفاق في حال فوزهم...

مرهون: أي مشروع وطني تدعمه الوفاق سندعمه نحن.

الجفيري: كتلة الوفاق لها مواقف مشهودة، لكننا أيضا لنا تاريخ يثبت وقوفنا مع قضايا الناس، لكن كل ما أخشاه أن يستخدم موقف المجلس العلمائي بصورة سلبية، فالمجلس العلمائي لم يتخذ موقفا ضدي أو أي احد آخر، وكل ما نراهن عليه هو إيماننا بأن الناخب قادر على التمييز واختيار الأفضل وسندخل المنافسة الشريفة من دون تجريح لأي طرف.

- المزعل: في الوقت الذي استعرض الشيخ علي سلمان آلية الوفاق لاختيار المرشح الوفاقي بين المزعل وبين الجفيري، فإنه أطرى على كليهما وليس على طرف دون الآخر، وأنا أيضا لا أنتقص من الجفيري ومن نضاله وتضحياته، كلنا ضحينا، ولكن الشيخ علي سلمان خلص في اللقاء نفسه إلى أن من اختاره ضمن كتلة الوفاق هو الأكفأ بحسب وجهة نظره من دون انتقاص من أي طرف آخر. ولا يمكن أن يفهم في أية منطقة أن المجلس العلمائي قد يقف موقفا ضد الجفيري، هناك موقف داعم لكتلة الوفاق من دون التعرض لأحد من منافسي هذه الكتلة.

شهزلان: ليس هناك قائمة للمؤمنين وأخرى للكفار

? مرهون وبوخماس كيف تريان نفسيكما في دائرة محسومة بين الجفيري والمزعل؟

- مرهون: كما قلت ان هذه مجرد آراء غير معروف مصدرها وغير موثوقة.

بوخماس: مسألة الحسم غير صحيحة، ولدي شعبيتي في منطقة الفاتح.

? مرهون للمزعل: هل ترى أن الجفيريين وفاقيون؟ المزعل: هناك وجود وفاقي في الجفير، وما يثبت ذلك استقبال أهالي المنطقة للشيخ علي سلمان منذ أن جاء إلى المنطقة للحديث في الندوة التي نظمت إلى لحظة وداعه...

مرهون: طرح في الندوة أكثر من 13 سؤالا من قبل الحاضرين بينت موقفهم الرافض للوفاق.

المزعل: هناك من انتقد بعض التوجه الذي ينطلق من الشعور بالمناطقية، أما المتداخلون الآخرون فهم ثلاثة...

مرهون: بل كانوا سبعة على الأقل

المزعل: المتداخلون الثلاثة كانوا يودون الحديث عن الجفيري، ولكن بعد هذه الندوة توالت الاتصالات من لحظة خروج سلمان، ناهيك عن مسارعة الكثير من اهالي المنطقة لتسجيل أسمائهم وأرقام هواتفهم لابداء استعدادهم للعمل مع الوفاق.

? الجفيري: أين كفاءة المزعل حين يشتكي لي بأنه لا يستطيع النفاذ إلى أهالي الجفير لكسب تأييدهم؟

- المزعل: ذلك غير صحيح، فأنت من طلب مني الدخول لجزيرة النبيه صالح.

الجفيري: حين الحديث عن لقاء الشيخ علي سلمان بأهالي الجفير، فلا بد من عدم اغفال لقاء آخر تم في الجفير أيضا، وكان لقاء للمكاشفة والمصارحة واطلاع الدائرة على كل ما جرى، وأعلنت فيه ترحيبي لأي شخص يترشح عن الدائرة.

المزعل: أنا ابن النبيه صالح، وانت ابن الجفير لذلك من السهل ان تستقبلني في مقرك الانتخابي في الجفير، وأنا أستقبلك في مقري الانتخابي في النبيه صالح، من منطلق أخوي ومن منطلق تنافس شريف نتفق عليه دينا وأخلاقا.

الجفيري: ومن هذا المنطلق أدعو اخوتي في الوفاق وأدعو من في المجلس العلمائي الى أن يجعلوا التنافس في الدائرة الخامسة شريفا ومعتمدا على وعي ونضج الناخب وأن يرفعوا الضغوط غير المستحبة في الدائرة.

المزعل: حين يقال ان المجلس العلمائي يدعم كتلة الوفاق، لم يحدد بالاسم دعمه للمزعل وإنما للكفاءة، وأنا هنا أدعو إلى عدم فصل الأمور عن بعضها بعضا.

مرهون: يجب عدم اغفال مؤهلات المترشحين، لا دعم الوفاق فقط.

المزعل: من يعتمد على وعي الناخب، وعلى برنامجه الانتخابي لا ينشغل كثيرا بالأسباب التي دعت كتلة الوفاق أو المجلس العلمائي لأن تختار فلانا، ولذلك نحن بحاجة لأن نتناظر ببرامج انتخابية لما يمكن أن نقدمه في هذه الدائرة من دون الانشغال لماذا الوفاق رشحت هذا دون غيره، لأن ذلك يعطي الناخب إشارة إلى أن هذا الانشغال يعني أن الناخب ليس مهما، والمسألة في نهاية الأمر تعود إلى البرامج الانتخابية المقدمة.

شهزلان (انضمت لاحقا): أرى أنه من الضرورة أن نعزل السياسة عن الدين، لأن البرلمان سيناقش في نهاية الأمر الهم الوطني اليومي، ولا يمكن لأية جهة دينية كانت أن تزعم بأن من تطرحهم من مترشحين أفضل من الباقين، وبالتالي في رأيي مسألة تدخلها يعد سلبيا أكثر من كونه ايجابيا، لأن المسالة في النهاية برنامج انتخابي، إذ ليس هناك قائمة مؤمنين وقائمة كفار وإنما يجب أن يترك الخيار للناس.

مرهون: المشكلة تكمن في تصوير الأمر بأنه إلهي، ويتم السعي لإدخال الأشخاص بهذه الطريقة.

المزعل: الناس ترجع إلى علماء الدين من باب خبرتهم لكونهم أهل خبرة في هذا المجال، فأي تصرف من تصرفاتهم بحاجة إلى الخبرة الشرعية وبالتالي يرجعون فيه إلى علماء الدين، وهذا ما أتصوره في سبب رجوع الناس لعلماء الدين، على اعتبار أن الأمر يعد شأنا سياسيا عاما له بعد شرعي.

شهزلان: هذا ليس بعدا شرعيا وإنما وطني...

بوخماس: مجلس النواب يجب أن يضم أناسا كفوئين لا علماء دين فقط...

? هل تعتقدين أن المجتمع أصبح قادرا على تقبل مسألة الثقة في المرأة وبالتالي التصويت لها؟

- شهزلان: التجربة مازالت وليدة، وكل الناخبين ينتمون إلى أسر فيها نساء، وفي رأيي أن الناس أصبح لديهم وعي أكثر في تقبل وجود المرأة وأن تكون صاحبة قرار سياسي، أنا متفائلة جدا بأن المرأة ستأخذ مواقع متقدمة.

? من الواضح أن الدائرة يسيطر عليها مترشحون يغلب عليهم طابع اسلامي، ألا تعتقدين أن ذلك قد يؤثر على حظوظك في الفوز؟

- شهزلان: كل البحرين دولة اسلامية، وكلنا مسلمون، وأتينا من بيوت مسلمة ومؤمنة، وفي رأيي أن الدائرة الخامسة فيها تململ، وتقريبا غير متجهة إلى خيار معين في من تنتخب، وبالتالي من الخطأ حسم الدائرة لجمعية معينة، وخصوصا أن تجربتنا البرلمانية وليدة ومازالت الناس تتعرف على الناخبين والشخصية المطروحة، وحتى نحن نعتبر وجوها جديدة عليها.

الجفيري: وهذا هو السبب الذي يدفعني إلى أن أدعو الكل لممارسة حملات انتخابية بشكل ايجابي ومنافسة شريفة لينتج عنها زيادة في الوعي الانتخابي.

بوخماس: أثني على ذلك، فهناك من يطعن في المترشحين في منتدى المنطقة وهذا لا يجوز، فبعد أن خدمت الدائرة منذ أربع سنوات، وفي أيام الانتخابات بدأ أهالي الجفير يطعنون بي.

المزعل: أدعو إلى توقيع ميثاق شرف بين المترشحين في الدائرة يقوم على أساس الاحترام المتبادل بين المترشحين وأن يتحلى أفراد الفرق الانتخابية لكل مترشح بأعلى درجات الأخلاق الانسانية في التعامل مع بعضهم بعضا، ويترك لكل مترشح أن يستخدم الأساليب القانونية والشرعية لطرح نفسه وبرنامجه الانتخابي لأهالي الدائرة بحيث لا يتعرض بسوء إلى أحد.

شهزلان: الميثاق طرحته الجمعية البحرينية للشفافية، وتم توقيعه، ومن واقع تجربتي إذ خضت ثلاثة انتخابات، هناك أساليب كثيرة يعمد إليها المترشحون، من بينها استعمال المال والمشاعر الدينية واستغلال نوع من الشعارات، والتبرع للصناديق الخيرية.

بوخماس والمزعل يختلفان

بشأن أداء المجلس السابق

? شهزلان وبوخماس، باعتبار أنكما تقدمتما ببرامج انتخابية في الانتخابات السابقة، فما الجديد الذي تتوقعان أن تضيفاه في برنامجيكما الانتخابيين؟

- بوخماس: تقدمنا بعدة اقتراحات في الفصل التشريعي السابق، غير أنها مازالت مدرجة في أدراج الوزارات، وعلى رغم ما أنجزناه في المجلس، غير أنه لا يمكن القول اننا أنجزنا البرنامج الانتخابي، وأرى أنه من الضرورة بمكان أن يتم التركيز على ملف شح البحرين من الأراضي بسبب المتنفذين، كما أننا نأمل أن يعمل المجلس المقبل يداً واحدة وصوتاً واحداً لخدمة الشعب.

شهزلان: الوضع صعب جدا، ومن يعد من المترشحين بحل الأمور دفعة واحدة فإنه غير واقعي، ويجب الأخذ في الاعتبار أن مجلس النواب ما هو إلا ساحة من ساحات النضال الأخرى، لذلك أرى أن مسألة الكفاءة في هذه المرحلة مهمة جدا.

المزعل: قراءتنا للمجلس المقبل هي أن نؤسس لعمل برلماني من المفترض أن يختلف عن الماضي، والمجلس السابق كان في غالبيته مجلس موالاة للحكومة وفي ذلك كانت تكمن نقطة ضعفه، ومن هذا ننطلق للتأسيس للعمل بفريق معارضة ايجابية داخل المجلس تستطيع أن تحرك الأمور الراكدة وتعالج الملفات في هذا الدور، والمجلس بتلك التركيبة سيكون مؤثرا جدا في معالجة مثل هذه الأمور وسيجبر الحكومة على الاستجابة لمعالجة الكثير من الملفات.

بوخماس: المجلس الماضي أنجز الكثير وحاول فتح بعض الملفات الأخرى التي لم تسمح الحكومة بفتحها بسبب ضخ الكثير من القوانين التي ضختها الحكومة، وصارت تحاول تأخير مسيرة المجلس.

? عدة مترشحين بدا من خلال برامجهم الانتخابية أنهم سيبنون قصور الأحلام للناخبين، فما رأيكم في ذلك؟

- مرهون: الدستور يقيد البرلمان، وهذا ما يفرض علينا أن نكون واقعيين مع الناخبين لا أن نعطي الشمس في يد والقمر في يد.

الجفيري: يجب أن نخبر الناخبين بحقيقة السقف المتاح لمن سيدخل البرلمان، وإذا وجدت الكتلة الكفؤ سنحقق بعض الأمور، لكن الحياة الديمقراطية لا يمكن أن تولد بين يوم وليلة.

بوخماس: أعتقد أن الحكومة حاولت قدر الامكان أن تكسب النواب لصالحها بطريقة أو بأخرى، لكن المجلس المقبل سيكون فيه قوة أكبر بتكاتف المترشحين، ونأمل أن تصدر عنه تشريعات أفضل.

المزعل: المطلوب منا في المجلس المقبل هو تفعيل عمل السلطة التشريعية كسلطة مستقلة والتأسيس لنوع جديد من العمل، لأنه فيما مضى كان هناك نوع من المركزية والشمولية التي أفقدت السلطة التشريعية دورها.

نحن نرى أن التعديل الدستوري يجب أن يكون في يد المجلس المنتخب، وهذا أمر واقعي، لأنه إن لم يكن فسنظل في دائرة ضياع وتفتقد السلطة معناها الحقيقي للتشريع والرقابة، كما يجب أن يكون النواب للتشريع والرقابة، والشورى للاستشارة وأخذ الرأي فقط، لأننا إذا استطعنا تأسيس هذا العمل فسيمتد نتاجه لسنوات، ليسهل من خلالها أن يحقق النواب المنتخبون داخل المجلس في الدورات المقبلة العمل والانجاز المطلوبين.

مرهون: البحرين بصفتها مملكة تمنح الصلاحيات للملك، وفيما يتعلق بصلاحيات مجلس الشورى فلا يمكن تغييرها في المجلس.

المزعل: بل نستطيع تغييرها عبر الدفع باتجاه استقلال السلطات، وبالتالي إلى مملكة دستورية حقيقية.

مرهون: لا يمكن تغييرها...

شهزلان: ندعم مشروع جلالة الملك، كما نسعى لـتأسيس مملكة دستورية حقيقية، وهذا يجب أن يكون عملنا للمرحلة المقبلة، ودخول البرلمان عملية صعبة، فيجب أن نساهم في اصلاحه وتعديله وأن يتجه المشروع إلى أن السلطة التشريعية والرقابية في يد مجلس النواب وأن يكون مجلس الشورى لذوي الكفاءة وشبه المنتخبين. ولكن هذه المسألة تحتاج إلى دعم شعبي حتى تنجح، وهذا البرلمان ليس بديلاً عن النضال الوطني، وملف التأمينات الاجتماعية كشف حقائق يشيب لها الرأس، ولكن لتخاذل الجمعيات السياسية لم يأخذ هذا الملف حقه?