العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ

دبي عاصمة لصناعة الذهب 2/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

خلال العام 2005 ارتفع سعر آونس - أوقية - الذهب إلى أكثر من 500 دولار أميركي وسط تخوّف المستثمرين من حدوث تضخم مالي. وقد وصل سعر الذهب في السوق الآسيوية إلى 502.30 دولار أميركي ليبلغ أعلى مستوياته منذ فبراير/ شباط 1983. وقد ترافق ذلك مع ارتفاع أسعار سلع أخرى كالبلاتين الذي بلغ ألف دولار للأونس. وقد ساهمت عدة عوامل في ارتفاع أسعار الذهب أبرزها ازدياد الطلب من قبل الصاغة بالإضافة إلى تكهنات بقيام بعض المصارف المركزية بتقليل احتياطي الدولار مقابل دعم احتياطي الذهب. وتعتبر صناعة الذهب من الصناعات التقليدية التاريخية في منطقة الخليج، فقد استحوذت تجارة وصناعة الذهب، منذ بداية القرن الماضي، على اهتمامات التجار ورجال الأعمال في دول منطقة الخليج، بل إن تجارة الذهب كانت ومازالت أحد أنشط القطاعات التجارية بين تلك الدول وأسواق شبه القارة الهندية.

وتبوأت البحرين موقعا متقدما في تلك السوق. لكنها، ولأسباب كثيرة، تراجعت لصالح دبي. فمع بداية القرن الحالي اكتسبت صناعة الذهب والمعادن الثمينة مضامين جديدة في المنطقة. وتطور ذلك بعد أن أعلن عن تأسيس بورصة دبي للذهب والسلع ومركز دبي للسلع المتعددة، لم تتمكن البحرين من مواكبتها، واكتفت بمعرض يتيم هو معرض الجواهر العربية، الذي على رغم كل الضجيج الإعلامي الذي يستحوذ عليه لم يزل يراوح مكانه الذي لايتجاوز مساحة أرض المعارض التي يقام عليها. ترافق ذلك مع سعي دبي لبناء صناعة ذهب متطورة، توجت بإنشاء بورصة خاصة بتلك الصناعة. وتعتبر بورصة دبي للذهب والسلع التي أسست حديثاً مركزاً إقليمياً وعالمياً نشطاً لتجارة الذهب والمجوهرات الثمينة، إذ تجاوزت عقود الذهب الآجلة التي تم تداولها في بورصة دبي منذ انشائها حاجز 212 ألفاً من حيث العدد و4.5 مليارات دولار من حيث القيمة.

وتشتهر دبي، والتي طالما كانت مركزا لتصنيع وتجارة الذهب على مستوى الشرق الأوسط والهند، بسوق الذهب بها. وتأمل البورصة الجديدة التي انشئت بالتعاون مع شركاء هنود في أن تستفيد من هذه السمعة. وتشمل صناعة الذهب في دبي مراحل التصنيع كافة، ابتداءً من التعدين وحتى مراحل التصنيع النهائية الخاصة بالتصاميم وتسويق المنتجات في صورتها النهائية. وفي هذا النطاق، منح مركز دبي للسلع المتعددة أربعة تراخيص لإقامة مصافي للذهب فريدة من نوعها في منطقة الخليج والشرق الأوسط، إذ تقوم هذه المصافي بتصفية وتكرير الذهب، مما عزز كثيراً من موقع دولة الإمارات في صناعة الذهب العالمية. ويتوقع أن تتطور عمليات تصفية وتكرير الذهب في السنوات القليلة القادمة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته المصافي القائمة في الوقت الحاضر، بفضل التسهيلات والبنى الأساسية المتوافرة في الدولة. كما تشير التوقعات إلى أن السنوات الأربع المقبلة ستشهد تطورات مهمة في مجال تحول أسواق الدولة إلى أهم مركز لتصنيع وتسويق الذهب في العالم، حيث يشير مجلس الذهب العالمي في تقريره الأخير إلى أن 60 في المئة من مجموع تجارة الذهب العالمية تمر في الوقت الحاضر عبر أسواق دولة الكويت. وكما جاء في صحيفة مصرف الإمارات الصناعي: السنة 21 العدد العاشر أكتوبر/ تشرين الأول 2006، فإنه إلى جانب الأهمية التاريخية لأسواق دولة الإمارات في تجارة الذهب، فقد اتخذت بدولة الإمارات في السنوات القليلة الماضية سلسلة من الإجراءات البنيوية والتنظيمية الخاصة بتجارة وتسويق الذهب في الأسواق المحلية والعالمية. ففي الجانب المتعلق بالبنية التحيتية لتصنيع وتجارة الذهب تم اقامة بنية تحتية متطورة للغاية شكلت المنطلق الأساسي للقفزات التي حققها قطاع صناعة الذهب في الدولة والتي تمثلت في الآتي: تأسيس مركز دبي للسلع المتعددة وبورصة دبي للذهب والسلع، إذ تجاوزت عقود الذهب في بورصة دبي 4 مليارات دولار حتى شهر يونيو/ حزيران 2006.

- إقامة معامل ومختبرات حديثة تعمل وفق متطلبات المعهد البريطاني لمواصفات السبائك الذهبية، مما منح منتجات الدولة من الذهب سمعة عالمية عالية.

- تطوير مرافق تجارة الذهب في الموانىء والمطارات وتقديم التسهيلات كافة لاستيراد وتصدير الذهب في أسواق الدولة

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1536 - الأحد 19 نوفمبر 2006م الموافق 27 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً