ذكر المترشح عن الدائرة الأولى في محافظة المحرق عيسى سيار في حديث الى “الوسط” أنه مستهدف من خلال الكثير من الشائعات والاتهامات التي تحاك ضده، وقال: “تناقض هذه الأقاويل خير دليل على عدم صحتها، فتارة يصنفونني بأنني ليبرالي، وتارة صوفي وثم سلفي تكفيري جهادي”، وتحدث عن وجود صحف محلية تتقاضى أموالاً من أجل الترويج لمترشحين معينين.
وأوضح سيار أنه لبس عباءة السياسة بعد أن قرر الترشح في الانتخابات، لافتاً إلى أن تعاطيه مع السياسة بدأ منذ السبعينات.
وبيّن سيار أن المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية لا تخيفه، وأضاف “لا أتخوف حتى من تجيير المواعظ الدينية من خلال المنابر والدروس التي تقدم في المساجد بعد الصلوات، وذلك نتيجة تنامي الوعي لدى المواطن”.
وفيما يأتي نص الحوار:
? يتحدث البعض أنك دخيل على السياسة، فظهورك في الساحة لم يكن إلا قبل فترة بسيطة...
- لست دخيلاً على السياسة، وقد تعاطيت مع السياسة منذ أن كنت طالباً في جامعة القاهرة في نهاية السبعينات، وعندما عدت إلى البحرين والتحقت بالعمل المهني كنت أواكب التطورات السياسية، وفي تلك الفترة لم يكن الظرف يتطلب مني أن ألبس العباءة السياسية، وعندما قررت الترشح في الانتخابات لبست العباءة السياسية، ولبستها باقتدار، ويشهد على ذلك كلمتي في حفل الافتتاح، وبرنامجي الانتخابي الذي أعددته بنفسي من دون الحاجة إلى مرجعية، بالإضافة إلى أن كوني عضواً مؤسساً لحركة العدالة الوطنية وعضواً في لجنتها التنفيذية.
? وما هي الأسباب التي تقف وراء قرار ترشحك؟
- هناك سببان أساسيان، أولهما أنه من خلال قراءتي لبرلمان 2002 وجدت أن البرلمان بحاجة إلى كفاءات وطنية متمرسة في العمل المهني السياسي، وتستطيع التعامل بحرفية مع السلطة التنفيذية، والسبب الثاني وجدت ان إنجازات برلمان 2002 كانت متواضعة قياساً بفترة السنوات الأربع، كما رصدت تراجعاً في الوضع المعيشي على رغم وجود البرلمان والمشروعات الإصلاحية، ومن هذا المنطلق وجدت لزاماً على الكفاءات الوطنية القادرة على الدفاع عن مصالح الوطن والمواطن أن تكون موجودة في البرلمان.
? هل تتحالف مع جمعية سياسية، أو تحظى بدعم من بعض الجهات؟
- عقدت اجتماعات وحوارات مع أربع جمعيات تتقاطع مع الكثير من النقاط الواردة في برنامجي الانتخابي، وبحسب الاتفاق ستوفر لي هذه الجمعيات دعماً غير معلن في الانتخابات يتمثل في توجيه المحسوبين عليها في الدائرة للتصويت لصالحي في الانتخابات، وأنا متفائل بهذا التحشيد، خصوصاً أن هذه الجمعيات تمتلك قواعد في الدائرة بنسب متفاوتة، إذ إن 3 مجمعات في الدائرة تمثل البسيتين الجديدة تضم سكاناً من الفئة ذات التعليم العالي وغالبيتهم من أعضاء تلك الجمعيات.
كوني مستقل فإن ذلك لا يضعفني، المترشحون المنتمون إلى جمعيات تم التحشيد لهم من خلال إيجاد المساعدات المادية علاوة على التحشيد الإعلامي لهم، وكذلك دعمهم بشكل لوجستي، ولكن هذا لا يعني تراجع حظوظ الكوادر وطنية.
? وما هي هذه الجمعيات التي ستدعمك؟
- لا أريد الإفصاح عنها في الوقت الحالي.
? كيف تجد المشهد الانتخابي في الدائرة، وخصوصاً أنك في مواجهة زعيم التيار السلفي؟
- بدأت التحرك في دائرة البسيتين منذ عامين عبر التفاعل مع الناس وزيارة مجالسهم، كما ساهمت في تأسيس لجنة البسيتين الأهلية في العام 2005، وبقناعة مني أجد أن الدخول في البرلمان لا يجب أن يكون بشكل يقحم المترشح نفسه على الدائرة، وإنما يجب أن يكون هناك تفاعل وعلاقات مع الأهالي حتى يتعرفوا عليه، وأعتقد أن هذا الأمر ساعدني لأن أكون أحد المنافسين للفوز بكرسي الدائرة.
وجود الشيخ عادل المعاودة الذي أكن له كل احترام وتقدير يدخل في إطار المنافسة الشريفة التي يجب أن تكون في إطار احترام الأطراف لبعضها بعضاً.
بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت في الدائرة من قبل جهات محايدة، وأخرى غير محايدة، فضلاً عن دراسات أجرتها إحدى الجمعيات السياسية أنها توصلت إلى أن هناك جولة ثانية في الدائرة، وبطبيعة الحال فإن الجولة الثانية لها تكتيكاتها، ولها أوراقها.
? المعاودة جاء من خلفية دينية ممثلة في جمعية التربية الإسلامية، وهذه الجمعية كانت ولاتزال تقدم مساعدات خيرية، هل تبدي مخاوف من تأثير ذلك على حظوظك في الدائرة؟
- المواطن البحريني عموماً، وأهالي البسيتين خصوصاً، طرأ على تفكيرهم الكثير من الوعي من جراء تجربة المجلس النيابي خلال السنوات الأربع الماضية، وتعرفوا خلالها على الكثير من الأمور المتعلقة بدورهم في الحياة السياسية، هذا الوعي السياسي الذي بدأ يتنامى سيجعل المواطن يميز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود، ويميز ما إذا كانت المساعدة تقدم لغرض انتخابي أو تقدم لوجه الله.
لا أنكر أن الجمعيات الخيرية كانت تقدم مساعدات قبل الانتخابات، وهذا الأمر ليس بالجديد، والناخبون يجب أن يدركوا أن هذه المساعدات لا تستخدم في ابتزازهم.
وبثقة تامة لا أتخوف من هذه المساعدات الخيرية، ولا أتخوف حتى من تجيير المواعظ الدينية من خلال المنابر والدروس التي تقدم في المساجد بعد الصلوات، لا أخشى منها لأن تداعيات برلمان 2002 على برلمان 2006 أدت إلى تنامي الوعي لدى المواطن، ومن ضمن الأمور التي وعى لها المواطن أن بعض الجمعيات حاولت استغلال الدين من خلال تخويف الناس بالجنة والنار وربطها بالانتخابات، لا أعتقد أن المواطنين يصدقون هذه الأمور.
? تحدثت في وقت سابق بأنك مستهدف من إحدى الصحف المحلية، وأن هناك تغييباً لأنشطتك، ما هي الأسباب؟
- أعتقد أن لدي من الأدلة القوية ما يثبت ما أقول، وهو أن صحيفتين على الأقل تعملان على تغييب وتهميش وضعي الانتخابي البارز في المنطقة، على سبيل المثال حضر مندوبون من صحيفتين إلى افتتاح مقري الانتخابي، إلا أنهما لم ينشرا أي خبر عن حفل الافتتاح على رغم حضور عدد تجاوز ألف شخص وما يقارب 70 في المئة منهم من أهالي البسيتين، وفي المقابل تنشر هاتان الصحيفتان أخبار المنافسين في الدائرة بشكل موسع.
نما إلى علمي ومن خلال الأدلة القاطعة أن هناك صحفاً تتقاضى مبالغ مالية من أجل نشر أخبار على هيئة إعلانات والتركيز على أخبار الجمعية التي قامت بشراء المساحات لمترشحيها. بالنسبة لي لم ولن أقوم بهذا العمل، وأطالب السلطة الرابعة أن تلتزم بالموضوعية والحيادية.
? ما رأيك في النتائج التي نشرتها إحدى الصحف عن استطلاع قام به أحد مراكز الاستطلاع في الدائرة الأولى في المحرق؟
- هناك إحدى الصحف مجيرة انتخابياً لصالح بعض المترشحين، وهذه الاستطلاعات لا تعكس الواقع، وإنما قد تكون موجهة من قبل تيار سياسي معين ربما يعاني أزمة في إيصال مرشحيها إلى الفوز بكرسي البرلمان، ما يلاحظ على هذا الاستطلاع أن جميع دوائر محافظة المحرق سيفوز بها التيار الإسلامي، وأنا شخصياً كباحث وكمترشح لا أنظر إلى هذه النتائج في الاعتبار حتى يتم تأكيدها من قبل مصدر آخر أو من صحيفة أخرى يثق فيها القارئ وتكون أكثر حيادية من الصحيفة التي نشرت الاستطلاع.
وأتطلع إلى أن تبادر إحدى مؤسسات الرأي العام ذات الصدقية في نشر نتائج استطلاعاتها حتى نستطيع أن نصل إلى مؤشرات يعتد بها، وكوني مترشحاً أشدد على أن الصحافة هي بمثابة مرآة المجتمع ويجب أن تتصف بالنزاهة والصدقية لا أن تدخل لاعباً أساسياً مع فريق ضد فريق آخر، وأن هذه السلوكات الصحافية غير المهنية لا تخدم المصلحة العليا للوطن، وفيها إهانة لعدد من المترشحين سواء كانوا من التيارات السياسية الأخرى أو مستقلين، والتقليل من إمكاناتهم وقدراتهم.
? روجت ضدك الكثير من الإشاعات والاتهامات، فقد وصفوك بأنك ليبرالي، ومرة أخرى بأنك صوفي، وبعدها قالوا إنك جهادي تكفيري...
- الحكمة تقول المعرفة قوة، أولاً أستقوي بالله، وبثقة الناس الذين التفوا حولي من دون بهرجة إعلامية، أما بالنسبة الى أسباب الشائعات فهي لأني أمتلك حظوظاً كبيرة في الدائرة وبالتالي يتم إضعافي من خلال بورصة الشائعات التي تعمل بقوة، وعلى رغم ذلك فإن هذه الشائعات تزيد من حظوظي بالفوز، الناخبون في منطقة البسيتين يعرفون من هو عيسى سيار، كإنسان وكمترشح، وتناقض هذه الأقاويل خير دليل على عدم صحتها، فتارة يصنفونني بأنني ليبرالي، وتارة صوفي وثم سلفي تكفيري جهادي، وآخر الصيحات يريدون أن يعرفوا ما إذا سيتعاطف عيسى سيار مع الشيعة أو لا.
أدعو جميع المترشحين إلى أن تكون المنافسة قائمة على أساس الندية وأن يعرض كل مترشح ما لديه من برامج وأنشطة، من دون التعرض لشخوص المترشحين المنافسين.
? كيف تصنف نفسك، هل تعتبر نفسك من الموالاة أو من المعارضة؟
- السؤال هو أنت تعارض من وتوالي من؟، بالنسبة إليّ كإنسان أصنف نفسي بأني وطني، لذلك شعاري كان “الوطن في قلبي”، الولاء بالنسبة إليّ هو الولاء للوطن والقيادة السياسية، متمثلة في رأس النظام وهو جلالة الملك، هذه المسألة واضحة وصريحة، عليك أن تقبل ما يأتي من النظام في إطار ديمقراطي للمشروع السياسي لجلالة الملك، وتبنينا لميثاق العمل هو الولاء لهذا النظام السياسي.
أما عن توصيف المعارضة، فعندما تعارض الفساد بجميع أشكاله وتعمل على مقاضاة من يقف وراءه، فتكون معارضاً لهذا الفساد، وفي الوقت ذاته أنت موالٍ للوطن. وعندما تعارض استحواذ المتنفذين على الأراضي وتقف بقوة وتطالب بعدالة التوزيع، إذاً أنت تعارض سيطرة المتنفذين ولكن ولاءك للوطن.
الموالاة والمعارضة مسألة نسبية، لا توجد معارضة مجردة وموالاة مجردة، وعلينا أن نضع كل مصطلح في مفهومه الحقيقي?
العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ