كشف الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان، أن جمعيته رصدت 6 آلاف دينار لتوفير الاستشارات لكتلتها البرلمانية المقبلة، مؤكداً أن الكتلة هي وحدها القادرة على أن تضع فريقاً مسانداً من مستشار سياسي وقانوني واقتصادي، وهو الأمر الذي لا يتوافر للمترشح الفرد.
وخلال لقاء مفتوح جرى في المقر الانتخابي للمترشحين البلدي والنيابي عن الدائرة الثانية بالمحافظة الوسطى السيدعبدالله العالي وعادل الستري بمنطقة عالي مساء أمس، أعرب سلمان عن اعتقاده بأن «مشاركة العسكريين في الانتخابات المقبلة لن تكون حيادية»، مبيناً أن «القوى الأمنية عندما شاركت في انتخابات العام 2002 كانت (المشاركة) بتوجيه وإذا ما تكرر ذلك في العام الجاري فإن ذلك سينال من دور المؤسسة العسكرية، ولا يمكن دعوة العسكريين للتصويت من دون السماح لهم بعضوية الجمعيات السياسية»، مؤكداً ضرورة «ألا تصوت المؤسسة العسكرية حتى لا تصاب بأخطار استراتيجية».
وفي رده على سؤال وجه إليه عن أسباب تدخل المجلس الإسلامي العلمائي وتوجيهه للتصويت لكتلة محددة، أجاب سلمان» العلماء شريحة من شرائح المجتمع، وأعتقد أنه من غير الإنصاف ألا يكون للعلماء وجهة نظر في دعم هذا المترشح أو تلك الكتلة».
وفيما يتعلق بأسباب دعم «الوفاق» للمترشح عبدالعزيز أبل، قال الأمين العام: «قواعدنا في التحالفات لها بوصلة، فنحن بحاجة إلى دوائر محددة، وستكون لدينا قائمة كبيرة في مجلس النواب ولكننا نخطط لمشروع ضد التمييز، ونتمنى أن يكون بيننا شخص مثل عزيز أبل كطرف سني حتى لا تتحول المسألة إلى قضية شيعية فقط».
وعما تردد بشأن لجوء «الوفاق» إلى السيدعبدالله العالي كخيار لصعوبة إقناع النائب عبدالنبي سلمان بالانضمام إلى كتلة الجمعية، أشار سلمان إلى أن «(الوفاق) بها من الطاقات والإمكانات ما يغنيها عن اللجوء إلى شخص من خارجها، ولم يطلب أحد من كوادر (الوفاق) من عبدالنبي سلمان أو غيره الانضمام إلى الجمعية، بل العكس من ذلك فهناك البعض ممن طلبوا عضوية (الوفاق) بشرط دعمهم في الانتخابات، ولكننا قلنا لهم شكراً ولسنا بحاجة إلى ذلك».
من ناحية ثانية، ألمح سلمان إلى أن الطريق أمام جمعيته وعر، وبالتالي فإنه من الضروري أن توجد كتلة متماسكة تستطيع أن تعمل مع بعضها بعضاً وأن تقف أمام المناورات من القوى السياسية الأخرى والتي أثبتت قدرتها على التلاعب في الأفراد والكتل الصغيرة.
وكان لسلمان بعد محطة عالي زيارة أخرى إلى قرية سلماباد في حوار آخر مفتوح مع الأهالي، تجدد خلاله السؤال عن أسباب تدخل المجلس العلمائي أجاب عنه الأمين العام قائلاً: «في تجربة العراق كان السيدالسيستاني يوجه إلى ضرورة التصويت لكتلة الائتلاف، وعليه فإن توجيه المجلس العلمائي موضوعي لحاجة العمل السياسي إليه، فإمكان تحقيق شيء في العمل النيابي لن يأتي بغير هذه الطريقة، ولنا تجربة مع البرلمان السابق الذي كانت الكتل فيه ولاؤها للسلطة أكثر من ولائها للمواطنين، ولم تكن هناك كتلة قوية لإصدار القوانين الإيجابية (...) التعديل الدستوري لكي يتحرك بحاجة إلى 15 عضواً لذلك نحن بحاجة إلى وجود الكتلة».
وصولاً إلى طبيعة التحالف بين «الوفاق» وجمعية العمل الإسلامي (أمل) وأسباب عدم دخول الطرفين في تحالف موحد في الانتخابات النيابية، أوضح سلمان أن «أمل» مازالت حليفة لـ «الوفاق» التي حاولت التنسيق مع الأولى في اللحظة الأخيرة، غير أن «أمل» كانت تسعى إلى كل القائمة وليس الحصول على الدعم في بعض الدوائر وهو ما قوبل بالرفض من قبل «الوفاق».
وأكد سلمان أن «الوفاق» لا يمكنها ترك عملها السياسي في خارج البرلمان بدخولها كتلة في العمل التشريعي، مشيراً إلى أنه لا يمكن الربط بين المشاركة في البرلمان والعمل في الخارج، وأن «الوفاق» ستعمل على مساندة المطالب الشعبية وإفساح المجال للمواطنين للتعبير عن آرائهم بحرية من خلال المسيرات السلمية
العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ