لم تكد تنتهي «الجلسة الرابعة» من المشاورات بين زعماء التيارات المتصارعة في لبنان والتي استمرت أسبوعاً منذ بدئها من أجل التشاور بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها «الثلث المعطل»، حتى بان مدى الخلاف الدائر داخل القاعات المغلقة والذي حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري تخفيفه طوال هذه الفترة، وكيف أن الاحتقان بلغ ذروته بحيث لم يعد هناك مجال للاتفاق، ويبرز هذا الاستنتاج على السطح قصر مدة الجلسة الأخيرة وانفضاضها بسرعة من دون تحديد موعد آخر ومن دون أن يصرح بري كعادته بشيء، وإنما اكتفى بالمغادرة من الباب الخلفي لمقر التشاور مباشرة إلى مطار بيروت الدولي ومنه إلى طهران.
وما إن حل المساء حتى أصدر حزب الله وحركة أمل بياناً مشتركاً يعلنان فيه استقالة وزرائهما من حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ما يشير ضمنياً إلى دعم بري هذه الخطوة والتي لطالما حاول الإمساك بالعصا من الوسط وممارسته دور «الوسيط» و»المهدئ»، فـ «غضب بري» يدل على أن الأمور وصلت إلى طريق مسدودة يصعب تجاوزها، ما يقلص خيارات الحل مع قوى 14 آذار إلى ما دون الصفر.
وهذا ما يعيد إلى الواقع التهديدات التي أطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيدحسن نصرالله، بالنزول إلى الشارع، ووضعها في محل التنفيذ، ما يقود الساحة اللبنانية إلى مواجهة لن تقف أو تضع أوزارها إلا بانصياع تلك القوى المسيطرة على الحكومة ومجلس النواب لمطالب حزب الله وحلفائه أو سقوط الحكومة التي باتت أضعفَ من ذي قبل، ولن يكون مصير مجلس النواب أفضلَ من ذلك، إذ تشير التوقعات إلى حدوث استقالة جماعية لنواب حزب الله وأمل وحلفائهما في التيار الوطني والكتلة الشعبية، ما يعني حله وإعلان انتخابات مبكرة، وجميع ذلك سيسهم في تغيير المعادلات السياسية على المستويين الداخلي والخارجي برمتهما، إلا أن تحدث معجزة تعيد القطار إلى سكته وإن بدا هذا مستحيل في الوقت الحالي لكن الوضع اللبناني في عمومه تسيّره المعجزات
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1529 - الأحد 12 نوفمبر 2006م الموافق 20 شوال 1427هـ