حقيقة أنا من الأشخاص الذين يكنون لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم كل احترام، وأرفض أن يقال عنهم بأنهم مثل «الطرشان في الزفة» لا يعون ولا يعلمون ما يدور داخل أروقة الاتحاد، أو ما يدور حولهم، أو ما يمرر تحت أرجل الطاولات. بسبب أنهم ليسوا أصحاب قرار في المواضيع المهمة والحساسة مثل قضية تجنيس جون وفتاي والتشادي عمر عبدالله! فهل يعقل أن يظهر علينا نائب رئيس الاتحاد ويقول عن أخ مدرب منتخب الشواطئ البرازيلي بأنه بحريني... وهل يعلم أعضاء الاتحاد بأن جوازَي اللاعبين النيجيريين موجودان حالياً في أحد مكاتب اللجنة الأولمبية البحرينية بأسماء بحرينية، تمهيداً لمشاركتهما مع المنتخب الأولمبي في آسياد الدوحة أو تمهيدا لـ»طبخة» جديدة! فإذا كانوا فعلاً لا يعلمون... إذاً ما هي الدوافع والأسباب التي تجعلهم يتسترون على الخطأ الذي يسيء إلى عملهم وتاريخهم وأسمائهم التي بنوها بعد تاريخ طويل مليء بالعطاء... وما هي الأسباب التي تجعلهم يخنعون إلى قرارات فوقية... فهل هم يتسلمون رواتب من تحت الطاولة؟! طبعاً هذا الكلام غير صحيح ، فمجلس إدارة اتحاد كرة القدم أو أي مجلس إدارة آخر هو صاحب السلطة العليا وصاحب القرار الأخير في كل ما يمسّ شئون اللعبة، سواء كانت مسابقات أو مشاركات داخلية أوخارجية، ولجنة المنتخبات مثل باقي اللجان فرع تابع لمجلس الإدارة، وقراراته ترفع كتوصيات إلى مجلس الإدارة للبتّ فيها واتخاذ القرار الذي يتماشى مع أنظمته وسياساته التي يضعها. وهذا ما تنص عليه قوانين الاتحادات الرياضية وأنظمتها، وهذا ما عرفناه وساهمنا في صياغته حينما كنت موظفاً في الاتحادات الرياضية قبل اعتماد الأنظمة الأساسية بشكل رسمي من قبل الجهات الحكومية القانونية المختصة!
وهنا أذكر حدثاً بالغ الأهمية، قد وقع لمجلس إدارة اتحاد كرة اليد في الدورة الانتخابية الثانية، بعد تأسيس الاتحاد بشكل رسمي من قبل وزارة العمل والشئون الاجتماعية... ليكون عبرة لمن لا يريد أن يعتبر... فقد كنا مجموعة متجانسة داخل الاتحاد تعمل بهمة ونشاط من أجل تطوير اللعبة، إلا أننا تصادمنا عدة مرات بتسلط رئيس الاتحاد ومحاولة الهيمنة على مجلس الإدارة والتفرد في اتخاذ القرارات، مستغلاً علاقته الوطيدة برئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة - في ذلك الوقت - والمصالح المشتركة التي تربطهما! إلا إننا وجدنا - كمجموعة - بأن مثل هذه الأمور ستكون على حساب تطور اللعبة وكرامتنا كأعضاء منتخبين من قبل الجمعية العمومية. لذلك قررنا أن نتقدم باستقالة جماعية بهدف حل مجلس إدارة الاتحاد وإسقاط الرئيس المتغطرس في الانتخابات المقبلة. وفعلاً تقدمنا بخطاب الاستقالة إلى رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ولكوني موظفاً فيها استدعيت في اليوم التالي إلى مقابلة الرئيس الذي طلب مني - بصفتي سكرتير الاتحاد - العودة عن الاستقالة... فقلت له رافضاً «نحن تقدمنا باستقالة جماعية مع أربعة من زملائي يمثلون أكثر من النصف... ونرفض العودة عن قرارنا» لذلك اضطرت المؤسسة العامة إلى الموافقة على استقالتنا وإعادة الانتخابات التي حاولت فيها المؤسسة العامة دعم رئيس الاتحاد بشتى الطرق، إلا أن مجالس إدارات أنديتنا في ذلك الزمان كانت لها مواقفها القوية المشرفة وإراداتها الصلبة، فسقط مرشح المؤسسة مرتين على رغم كل المناورات التي قاموا بها... وانتصرت كرة اليد في الأندية إلى رجالاتها.
عموماً، ما أودّ قوله للقارئ الكريم بأن أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الذين وقفوا مع الحق وتكاتفوا من أجل اللعبة وانتصروا إلى كرامتهم وإلى كلمة الحق ورفضوا تدخل المؤسسة في شئونهم هم الإخوان جعفر عبدالنبي وسامي السعودي وسعود ألماص وسكرتير اتحاد كرة القدم الحالي أحمد جاسم!
لذلك - ما أتمناه حقيقة - أن يقول أعضاء مجلس الإدارة كلمتهم القوية في مثل هذا الموضوع، ويرفضوا التجنيس بأسمائهم... فهم أكبر من ذلك
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1528 - السبت 11 نوفمبر 2006م الموافق 19 شوال 1427هـ