انتهج مترشحو الانتخابات النيابية خلال الأيام الماضية نظرية المؤامرة كمنهج وأسلوب جديد في الدعاية الانتخابية، فكثرة قضايا الحرق والاعتداء والتكسير والتخريب وغيرها من القضايا بل تعدت إلى الاستهداف والمضايقات والتخويف. نظرية المؤامرة ببساطة هي «عدم تفسير الأمور بحسب المعطيات الواقعية والمنطقية المتوافرة أو المستنتجة وتفسيرها على أنها من فعل شخص أو جهة منافسة». قد يقع بعض المترشحين تحت تأثير هذا الفكر أو هذه النظرية عن قصد لتثبيت أمرهم وتبرير أخطائهم أو عن غير قصد لقصور في طريقة تفكيرهم وتحليلهم للأمور. إن اللجوء إلى نظرية المؤامرة في تبرير ردود فعله واستنتاجاته ليس في الواقع إلا دليلاً على فشله وإفلاسه الفكري والتحليلي في مواجهة الأمور، إضافة إلى استعطاف الناس خصوصاً الناخبين من أبناء دائرته بعد أن بدأت مواقفهم تضعف شيئاً فشيئاً، ما قد ينعكس ذلك على نتائج الانتخابات. ظلت نظرية المؤامرة تغري بعض الناس باعتمادها والعمل بها وتمنحهم الفرصة للتخلص من عبء التحليل والاستنباط, مع أنها في الواقع ضحك على أنفسهم واستخفاف بعقولهم. طبعاً لا نستبعد وجود اللاعبين في الماء العكر، يعملون على التشويه والتسقيط، ولكن هؤلاء ليسوا الجميع، بل هم فئة قليلة جداً، إلا أن الظاهر ومن خلال الحملات الدعائية اليومية التي نشهدها على صدر الصحف يكشف عن توجه دعائي معاكس جديد لن ينطلي على جمهور الناخبين فهم أوعى بكثير من مترشحي نظرية المؤامرة
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1527 - الجمعة 10 نوفمبر 2006م الموافق 18 شوال 1427هـ