العدد 1526 - الخميس 09 نوفمبر 2006م الموافق 17 شوال 1427هـ

معنى فوز القعود

فوزية مطر comments [at] alwasatnews.com

مبارك لأختنا النائبة لطيفة القعود فوزها بالتزكية لعضوية المجلس النيابي، ومبارك لها كونها أول امرأة خليجية تصل لعضوية مجلس نيابي منتخب. فوز لطيفة القعود ينطوي على معان عدة قبل التطرق لها حري بنا التنويه الى أننا لسنا مع وجهة النظر التي قللت من قيمة هذا الفوز أو أبدت امتعاضا من الآلية التي تحقق بها، ولسنا مع وجهة النظر التي سبقت الحدث ووضعت النائبة لطيفة القعود موضع الموالاة للحكومة في عمل المجلس النيابي القادم. أظن أن جميع تلك التخرصات - وأقر أنه قد خالجني في البداية شيء منها - أحكام مسبقة متسرعة لا تملك ما يزكيها فالمجلس لم يتشكل بعد ولم يباشر مهماته.

معنى فوز لطيفة القعود وقيمته كبيران بالنسبة للمرأة البحرينية عموما. فالمتداول عن القعود أنها كادر متخصص كفؤ وإدارية متمكنة وشخصية قوية واثقة. إضافة الى ذلك فلطيفة القعود قاتلت في انتخابات 2002 من أجل تحقيق حلم عضوية المرأة البحرينية في السلطة التشريعية المنتخبة وكانت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ ذلك. وفقا للمعطيات المذكورة فلطيفة القعود مرشحة بقوة لأن تكون موضع ثقة وضمان لإظهار إمكانات المرأة الملائمة الكفء التي تؤهلها قدراتها ومهاراتها لتمثيل المواطن والتعبير عن صوته وحقه في سلطة التشريع مثلها مثل أي مترشح تؤهله كفاءته وإمكاناته للتشرف بتمثيل الشعب.

نتمنى ألا يكون فوز لطيفة القعود هو نهاية مشوار الوصول النسائي للمجلس النيابي، ونتطلع أن تصل للكرسي وبأصوات جموع الناخبين نائبات أخريات، وبعض المؤشرات تمنحنا درجة من التفاؤل في ذلك. لكن إن لم تصل امرأة غير النائبة لطيفة القعود ففي ذلك تأكيد للجهة الرسمية والجهات الأهلية بأن العوائق التي تقف في وجه المشاركة السياسية للمرأة باقية ما بقي مجتمعنا ذكوريا حتى الثمالة، ومثله كل المجتمعات العربية والإسلامية. وفي ذلك تأكيد أيضا أن حق المرأة الإنساني في الوصول لمراكز اتخاذ القرار لكي يأخذ مجراه الطبيعي فهو بحاجة لاجتراح تدخلات توصل المرأة لتلك المراكز أولا وتمنحها الفرصة لتأكيد واثبات كفاءتها وقدراتها في تلك المواقع ثانيا. التدخلات لإيصال المرأة لمواقع اتخاذ القرار هو ما تذهب إليه الكثير من الأصوات في مجتمعنا داعية للأخذ بما يناسب من الحصص النسائية المؤقتة(الكوتا)، وما فوز لطيفة القعود بالتزكية سوى شكل من أشكالها وربما أقربها للآليات الديمقراطية.

إن كان قد حدث تدخل مقصود لإيصال لطيفة القعود لكرسي النيابي فامتعاض البعض من الآلية التي تحقق بها الفوز غير وارد إذا كان هذا البعض ممن يدعو للكوتا ويطالب بها. وإلا فإننا إما نناقض أنفسنا وقناعاتنا بين هذا الحدث أو ذاك، وإما واقعون في إسار العقلية غير السوية التي ترى أن كل ما يأتي من صوب السلطة فهو ضد مصالح الناس.

في المجال ذاته علينا أن نلفت إلى أن المجلس الأعلى للمرأة الجهة الرسمية المعنية بالمرأة والذي نفذ برنامجا للتمكين السياسي لكل من رغب في الترشح من النساء، والذي قرأ خريطة القوى السياسية، قد دعا الجمعيات السياسية الإسلامية الكبرى ذات التأثير القوي في المجتمع (الوفاق والمنبر الإسلامي خصوصاً) إلى تضمين قوائم مترشحيها أسماء نسائية. وبظني هم قادرون على توصيل مترشحاتهم لو شاءوا.

مرة أخرى إن كان قد حدث تدخل مقصود لإيصال لطيفة القعود للكرسي النيابي، فلا ملام على الجهة الرسمية أن تقتنص الفرصة وتفعل ما يلبي احتياجها لكسب سمعة ايجابية محليا، خليجيا، عربيا، وعالميا. وفي ظل تخلي الجمعيات الإسلامية الكبرى عن المرأة وإحجامها عن الدفع بنساء من تياراتها ودعمهن لبلوغ الكرسي النيابي، أقدمت الجهة الرسمية على ذلك مخفورة بتوجه لاستثمار الحدث لصالحها من جميع الأوجه.

أما تداول الأقوال عن موالاة لطيفة القعود للحكومة، فدعونا نتخلى - أولا - عن إصدار أحكامنا المسبقة اذ ان العمل الفعلي للمجلس لم يبدأ بعد. وثانيا: إن كان وصول القعود قد تحقق بتدخل رسمي فهل تظنون أن السلطة - كأهم لاعب سياسي على الساحة المجتمعية- ستُقدم على اختيار مترشحة وفاقية أو منبرية أو وعدية الخ...

أما ما ننتظره كنساء من لطيفة القعود ومن غيرها من مترشحات قد يكتب لهن الفوز بمقاعد في النيابي، فهو كثير سنتحدث عنه بعد الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري

إقرأ أيضا لـ "فوزية مطر"

العدد 1526 - الخميس 09 نوفمبر 2006م الموافق 17 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً