إن إرجاع الساحة إلى الاقتتال بين التيار الاسلامي والعلماني ليعتبر مضيعة للوقت وتشتيتا للجهد والوقت ومحاولة عابثة لشق عصا الوحدة الوطنية التى ننعم بها اليوم إذ تابعنا كيف تحالفت «الوفاق» و«العمل الاسلامي» وهما جمعيتان اسلاميتان مع «التجمع القومي» و«العمل الديمقراطي» وهما جمعيتان علمانيتان لمقاطعة الانتخابات.

وفي المقابل تابعنا تعاون الجمعيات الاسلامية والعلمانية على إنجاح مشروع الانتخابات النيابية وقيامها دفعة واحدة بتشجيع المواطن على المشاركة، فضلا عن المواقف المشرفة لكل الجمعيات الوطنية تجاه المواقف الاقليمية والعربية والاسلامية مثل قضية فلسطين والعراق.

إن إرجاع روح الاقتتال بين التيارين يرجعنا إلى فترة ما قبل تغيير الدستور إذ شبت معارك كلامية بين التيارين في البداية ثم اسست لقطيعة حرب حتى تم تغيير الدستور في واقع وطني مشتت وأليم ووقعت الكارثة الدستورية، وحينها استيقظ الجميع لتجميع أنفسهم من جديد ولكن للأسف بعد فوات الأوان، وأعتقد بأنه لو كانت تلك الوحدة الوطنية آنذاك فاعلة لكانت الوطأة أقل ولكان بالإمكان القيام بما قد يخفف من المصيبة.

لن يقبل الاسلاميون ولا الديمقراطيون ولا أي مواطن غيور في هذا الوطن العزيز أن تشتت وحدته الوطنية ولا ان نجزَّأ بحسب توجهاتنا وتياراتنا فكلنا مواطنون في خندق واحد سواء كنا اسلاميين أم ديمقراطيين، شاركنا في الانتخابات أم قاطعنا، فحب البحرين يجمعنا جميعا ولا مساومة في ذلك. وحسنا فعل الزميل خليل عبدالرسول في استضافة رأيين لتناول الموضوع بعقلانية ووضع النقاط على الحروف بعيدا عن التشنجات والرأي المتعصب