العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ

ذكريات كويتية... عن الأصدقاء والأدباء ورواد المسرح

حسين راشد الصباغ comments [at] alwasatnews.com

في الكويت قيّض الله لي رفقة طيبة من الأصدقاء في جمعية المعلمين الكويتية، وأصبحت عضواً فيها بمبادرة كريمة من رجل الأعمال الكبير، رئيس شركة الصناعات الكويتية لحقبة طويلة الأخ عبدالباقي عبدالله النوري. هذا الصديق الكويتي تبنى مع صحبة من الكويتيين تأسيس جمعية الخليج والجنوب في مجال بناء المدارس والمراكز الصحية في اليمن السعيد وفي دبي والإمارات الأخرى قبل استخراج النفط فيها. كما ربطتني علاقة بالمرحوم عبدالوهاب القرطاس الذي أصبح بعد ذلك ملحقاً ثقافياً للكويت في سفارات بلاده في الخارج. كما ربطتني علاقة طيبة بالفنان الكويتي المعروف أيوب حسين.

وفي جمعية الكتاب والأدباء الكويتيين بضاحية الدسمة تعرفت على الأدباء الكويتيين أحمد البشر وسعود الزيد، الذي له كتاب عن تاريخ الكويت، استمتعت بقراءته في مدينة مونتريال في جامعة ميغال في المركز الاسلامي، العام 1998.

ومن الكويتيين الذين ربطتني بهم علاقة طيبة الدكاترة بجامعة الكويت خليفة الوقيان وسليمان الشطي وطارق عبدالله، إلى جانب الفنانين المسرحيين عبدالعزيز السريع وصقر الرشود ومحمد السريع وآخرين يصعب حصرهم الآن. وقد شاركت في عدة ندوات ضمن أنشطة الجمعية الثقافية والأدبية، كما نشرت عدة مقالات في صحيفة «البيان» التي تصدرها الجمعية. وكانت حقاً منبراً حراً وساحة خصبة للكتاب والأدباء الكويتيين والعرب الذين أثروا الحياة الثقافية والأدبية والفكرية في تلك الفترة الزاهرة من تاريخ الكويت. هنا مجمع ثقافي يضم مكتبة كبيرة ومسرحاً واسعاً تتوافر فيه كل الإمكانات الفنية المطلوبة لإنجاح أي عمل مسرحي متكامل، وكان الخبير المصري في شئون المسرح زكي طليمات هو الذي اضطلع وتعهد بالعناية والرعاية للبراعم الكويتية الصاعدة والإرهاصات الأولى لانبثاق مسرح كويتي فاعل أصبح له حضور شعبي وجماهيري واسع، ليس فقط في الكويت وإنما في سائر دول الخليج ولاسيما البحرين. وأذكر أنه في العام 1969 قدم مسرح الكويت الشعبي مسرحيتين جميلتين على مسرح نادي الترسانة، الأولى «نعجة في المحكمة» قام بأدائها الممثلان الكويتيان البارعان صقر الرشود ومحمد السريع رحمهما الله. كما قدما مسرحية «بخور أم جاسم»، وكانت البحرين في مطلع العشرينات قد شهدت نهضة مسرحية كبيرة، ومازال الكتاب والصحافيون المخضرمون الذين شهدوا تلك الفترة، يتحسرون على تلك النهضة التي غابت اليوم عن مسارح البحرين، ويقولون إن المسرح آنذاك كان أكثر عافية وازدهاراً وقدرة على فهم الشخصيات وتمثيل الأدوار وإجادتها بما يتناسب وإمكاناتها المحدودة.

ومن نافلة القول إن المسرحية الشعرية العربية التاريخية ولدت في مطلع الثلاثينات من القرن العشرين وترعرعت على أيدي الشاعرين الكبيرين المغفور لهما إبراهيم العريض وعبدالرحمن المعاودة. ومع اكتشاف النفط بالكويت في الأربعينات وظهور مصدر جديد للطاقة والثروة وما أحدثه من تغييرات سكانية كبرى انعكست بدورها على الميادين التعليمية والاجتماعية والتنموية.

إن التفاعل والتواصل بين البحرين والكويت واضح في مختلف الميادين، ولعل أبرز مثل على ذلك ما قام به مسرح الاتحاد الشعبي في البحرين في الستينات حين اقتبس المسرحية الكويتية (1-2-3-4 بم)، لمؤلفيها صقر الرشود وعبدالعزيز السريع، ومثلت على مسارح البحرين تحت اسم مسرحية «عائلة بوغانم»، وأجريت بعض التعديلات على حوار وحوادث المسرحية لتصبح ذات بناء فني يتلاءم وبيئة البحرين بتقاليدها وطابعها البسيط وقيمها الثابتة، إلا أنها اهتزت في السنوات الأخيرة وأصبحت مثل مجتمع الكويت ما بعد النفط، إذ طغت المادة على القيم السائدة.

عموماً... التواصل والتفاعل بين البحرين والكويت عميق الجذور في مختلف الميادين، وعندما كنت أعمل معيداً في كلية الآداب بجامعة الكويت بين العامين 1967 و1968 التقيت محمد غانم الرميحي الذي كان يعمل أيضاً معيداً في قسم الدراسات الاجتماعية، وهو شقيق خليفة غانم الرميحي (صاحب متجر «بيت الرياضة» المعروف في المنامة منذ حقبة الخمسينات). كما عمل علي محمد حميدان مدرساً في جامعة الكويت في حقبة السبعينات وعمل بعد ذلك سفيراً لدولة الإمارات في الأمم المتحدة. وكان عبداللطيف الشملان مسئولاً في إحدى الوزارات بالكويت في حقبة الستينات، وهو شقيق عبدالعزيز الشملان صاحب التاريخ الوطني المعروف، وختم حياته سفيراً للبحرين في كل من القاهرة وتونس. وتابعت ما ذكرته صحافتنا بشأن فتح مكتب لتوظيف البحرينيين في قطر، وهنا أشير إلى أن عيسى غانم الكواري الذي تخرج في مدارس البحرين وابتعث إلى الجامعة الأميركية في بيروت في الستينات، ثم أصبح وزيراً للإعلام إبان حكم سمو الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني والد أمير قطر الحالي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. أما التواصل العربي فحدّث ولا حرج، فالكويت كانت ساحة كبيرة لذلك، وخير مثال على ذلك أن القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان في الخمسينات يعمل مهندساً في وزارة الأشغال الكويتية، وهو مثل آلاف العرب جاءوا إلى الكويت بحثاً عن عيشة كريمة مع اكتشاف النفط، كما كان فاروق قدومي (وزير خارجية فلسطين الحالي) يعمل في الخمسينات في شركة أرامكو في السعودية... وهي أمثلة سريعة سقتها على سبيل المثال

إقرأ أيضا لـ "حسين راشد الصباغ"

العدد 1518 - الأربعاء 01 نوفمبر 2006م الموافق 09 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً