ستتدارس كتلة الوفاق المشاركة في الحكومة المقبلة، هذا ما صرح به محمد جميل الجمري، أما عن ضريبة المشاركة في الحكومة، فيوجزها السيد حيدر الستري بأنها «عامة»، فمشاركة الوفاق في الحكومة تقتضي أن تدرك الحكومة أن الوزير سيكون وزيراً «وفاقياً»، وأن عليه أن يتماشى مع برنامج الوفاق السياسي.
إن مشاركة الوفاق في الحكومة ستحقق توافق السلطتين السياسيتين التشريعية والتنفيذية، فهل نشهد أول حكومة بحرينية مفتوحة على جمعياتها السياسية، وبما بتناسب ونسب تمثيلها في المجلس النيابي، ربما.
تبدو مشاركة الوفاق في الحكومة مرهونة بتفهم الحكومة ضرورة زن تكون حكومة تمثيلية، وعليه، لا يمكن زن تقبل الكتل النيابية تمثيلا أحاديا لكتلة ما ةون الأخرى، هذه الحكومة التمثيلية ستضمن للحكومة أن تكون علاقتها مع المجلس إيجابية ومنتجة.
من جانب آخر، يرى جاسم حسين انه إذا كان في مخيلة القطاع الخاص البحث عن «حليف» داخل المجلس النيابي، فعلى هذه المخيلة أن تراقب «الوفاق»، ويَعِدها المرزوق بتحجيم النفوذ السياسي في الاقتصاد، ويرسل الوفاقيون تطمينات محزية للقطاع الخاص في الملف الإقتصادي، ،هي إشارات يتطلع لها القطاع الخاص، والذي يخشى من أن يكون المجلس القادم بعبعاً حيال حلحلة عديد الملفات الإقتصادية المعقدة.
في المسألة الدستورية، يعد جواد فيروز جماهير الوفاق بأن الكتلة الوفاقية ستطرح «قانون تعديلات دستورية» متوافق عليه مع الكتل الأخرى خلال دور الانعقاد الأول تحديداً، وتصر الكتلة على أنها ستحاول الوصول إلى حل توافقي حيال التعديلات الدستورية، كما أنها ستركز على ملفات «الإنجازات» السريعة، كالبطالة والإسكان وغيرها من الملفات.
يبدو برنامج الوفاق «محكماً» و»عميقاً»، وتقتضي واقعية السياسة أن نفترض أن ما سيكون داخل المجلس من «سياسة» لن ينتهي سوى بأن لا يتحقق من برنامج الوفاق سوى «الضئيل جداً»، وذلك، وفق الآليات التي يتيحها المجلس النيابي نفسه من جهة، وحقيقة أن الوفاق لا تمثل الأغلبية النيابية وإن كانت الكتلة الأكبر.
وحتى لا تكون الأحكام «كليانية»، استضافت «الوسط» هذا الأسبوع بعض مترشحي كتلة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في الانتخابات القادمة. وكان لنا أن نوجه أسئلة عدة، وأن نخرج بقراءات معمقة في البرنامج. حاولنا أن نسبر برنامج الوفاق مع الكتلة الوفاقية بحيادية ومصداقية، وكان لنا أن نستأنس بشيء من الواقعية التي - لربما - كانت بعيدة عن مخيلة الوفاقيين، ساعة البدء في تدشين هذا البرنامج السحري.
الوفاقيون لن يقلبوا الأرض على السماء، ولن يصلوا السماء طولاً، هم يدركون ذلك، بل أنهم يصرحون - بحسب الجمري - أنهم يختبرون هذا المجلس وفق برنامجهم السياسي، ويتطلعون إلى نتائج هذا الإختبار.
لابد أن في هذا الحديث الكثير من التخالفات التي سيحاول هذا الملف الخوض فيها، فأهلا بكم معنا
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1516 - الإثنين 30 أكتوبر 2006م الموافق 07 شوال 1427هـ