العدد 1512 - الخميس 26 أكتوبر 2006م الموافق 03 شوال 1427هـ

الحرب بين مايكروسوفت وسوني 2/1

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لم تكتف شركة مايكروسوفت باحتكار سوق البرمجيات على مستوى العالم، لكنها تلج اليوم وبقوة عالم الأجهزة الإلكترونية، فقد قررت الشركة طرح النسخة المطورة من جهاز «إكس بوكس» للترفيه قريبا.

وجهاز «إكس بوكس» هو جهاز للألعاب ينافس جهاز «بلاي ستيشن» الذي تنتجه سوني الذي يستخدم حالياً على نطاق واسع في الشرق الأوسط. وتأمل مايكروسوفت أن تتخطى مبيعات النسخة الأخيرة من جهازها وهي «إكس بوكس 360» مبيعات بلاي ستيشن قريباً.

وكانت «مايكروسوفت» قد أطلقت مشغل «زيون» لعرض الموسيقى والأغاني، في تنافس مشروع بين شركات التقنية والإلكترونية، للحصول على الأذن الموسيقية للمستمع.

من جانبها، أوضحت «مايكروسوفت» ما يمتاز به زيون عن غيره من أجهزة موسيقى غنائية، وذلك بما سيتيحه لأصحابه من فرص التمتع بـ»تجارب اجتماعية» بعد تشاركهم بالأغاني بسهولة وبنظام لاسلكي.

ويحاول «زيون» ذلك الجهاز الجديد إثبات نفسه في السوق الإلكترونية من خلال إمكان إنزال الموسيقى والغناء من الإنترنت والتشارك بها وعرضها للاستماع إليها إضافة إلى الصور.

من جانبها، تمهد سوني الأرض أمام جهازها الجديد البلاي ستيشن3 (PS3 وهي اختصار لـ PlayStation3) وهي نظام العاب الفيديو من سوني التي تملك حاليا البلاي ستيشن 2. وتم تحديد تاريخ الإصدار الجديد لجهاز البلاي ستيشن3 في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في اليابان. وإلى جانب اكس بوكس 360، هناك أيضا النيتيندو ويي الذي لايزال يحتفط بنحو 12 في المئة من حصة أسواق ألعاب الفيديو العالمية.

وظلت المنافسة في مجال أجهزة اللعب للجيل القادم تحتدم مع شركة مايكروسوفت الأميركية المصنعة لبرمجيات الكمبيوتر التي قامت بطرح Xbox للبيع في السنة الماضية، كما تخطط شركة نينتندو وهي المصنعة اليابانية لأجهزة Game Boy وبرامج ألعاب بوكيمون وسوبر ماريو بالتخطي أيضا لإصدارها الجديد الذي يطلق عليه Revolution في وقت متأخر من هذا العام. وسيكون نجاح الجهاز الجديد عند طرحه للبيع، بما في ذلك الأسعار وخط برمجيات الكمبيوتر، أكثر أهمية عن توقيت البيع.

البلاي ستيشن3

ويمتاز البلاي ستيشن3 عن الأجهزة الأخرى بقدرة نظام التشغيل الخاص بألعاب البلاي ستيشن 3 على قراءة قراص البلو راي Bluray Disc ROM التي تطورها توشيبا وسوني. والفئة الخاصة بالبلاي ستيشن 3 ستكون قادرة على تخزين بيانات تصل إلى 54 غيغابايت (مع فئة 100 غيغابايت قيد التجربة). والقبضة الجديدة تعمل لاسلكياً بنظام البلوتوث بعدد أقصى يصل إلى سبع قبضات معاً. يستفيد هذا الجهاز من الكاميرا الخاصة به للألعاب فيمكن للاعب التلويح بيده أو الإشارة برأسه حتى ينهي الألعاب من دون الحاجة إلى ذراع تحكم او فارة حاسوب او لوحة مفاتيح و هذه التقنية تشبه تقنية سبق استخدامها في هوليوود لصنع الأفلام. يذكر أن هذه التقنية متوافرة في كاميرا الاومي فيجن. ويحمل الجهاز بين طياته أقراص صلبة متعددة وأعلنت شركة سوني عن طرح جهازين الأول يحمل 20 غيغا والثاني 60 غيغا هكذا فان المستهلك سيتمكن من تخزين الموسيقى او صفحات الانترنت او حتى افلام الدي في دي الرقمي بكل سهولة. بلاي ستيشن 3 تأتي بثلاث ألوان أسود فضي و أبيض يمكن تركيزها أفقياً وعمودياً.

ولا تدخل سوني المعركة وحيدة ضد مايكروسوفت. فقد كشفت سوني انها تطور هذا الجهاز سوية مع كل من أي بي إم (IBM) وتوشيبا (Toshiba). وسربت الشركات الثلاث معلومات محدودة عن الرقاقة التي تحمل اسم «سيل». وتتكون الرقاقة الجديدة من مجموعة من وحدات المعالجة التي ستعمل معا لإجراء المهام المختلفة.

وتعمل الشركات الثلاث على تطوير الرقاقة منذ العام 2001، وذكرت الشركات الثلاث أن رقاقة «سيل» ستكون أسرع من معالجات البيانات المستخدمة حاليا بمقدار عشر مرات. وتتوقع الشركات الثلاث أن تقوم الرقاقة الجديدة بإجراء 16 تريليون عملية حسابية في الثانية عند تزويد حاسب مركزي قوي بتلك الرقاقة.

كما أن «سيل» ستكون أقدر على التعامل مع الرسوميات التي تزخر بها ألعاب الفيديو والأفلام الرقمية والوسائط المتعددة التي يتم استعراضها من على شبكة الإنترنت باستخدام شبكات الاتصال السريع المعروف باسم «برودباند».

وصرحت أي بي إم بأنها بدأت في إنتاج الرقاقة في مطلع عام 2005 بمصانعها في الولايات المتحدة. وستكون وحدات العمل والحاسبات الخادمة أولى الأجهزة التي ستعمل برقاقة «سيل».

وستستعمل الرقاقة «سيل» في جهاز الألعاب «بلاي ستيشن 3» إضافة إلى أجهزة التلفزيون العالية التقنية والحاسبات العملاقة.

وقال كين كوتاراجي، مدير التشغيل بشركة سوني: «سندمج في المستقبل جميع أشكال المحتوى الرقمي داخل شبكات الاتصال السريع (بروود باند). فقد وصل الهيكل البنائي للحاسبات الشخصية الحالية للحد الأقصى له.»

كما سيعتمد نظام التشغيل الخاص بألعاب البلاي ستيشن 3 على اقراص البلو راي Bluray Disc ROM، الامر الذي سيسمح بألعاب أضخم وبتسريع عملية نقل البيانات بين القرص والمعالج الرئيسي اضافة إلى الذاكرة، ألعاب البلاي ستيشن 3 ايضاً يمكن ان تصدر على اسطوانات (دي في دي) تماماً للجيل السابق، مشغل الاسطوانات (ريدوود) الجديد يعمل بانظمة سوني الداخلية دون وجود درج لحمل القرص المدمج (على غرار بس أس اكس).

معدات التطوير الخاصة بتصميم الألعاب والبرامج على جهاز البلاي ستيشن 3 قيد التطوير وستمنح لشركات النشر والتطوير المتعاونة مع سوني خلال الفترة القريبة القادمة من هذا العام لتحويل ألعاب جيدة لفترة الاصدار الاولى لجهاز بي إس 3 وقد حصلت بعض الشركات كبولوفوني وكونامي على معدات تطوير خاصة لمنحها اولوية في صناعة الألعاب.

وصمم جهاز البلاي ستيشن 3 ليتوافق قياسياً مع اجهزة العرض ذات مستويات الدقة العاليةHDTV التي تقدم خيارات المسح (Progress Scan) وشاشات العرض العريضة فائقة الوضوح كشاشات البلازما، لذا فقد تكون هناك مشكلة في الحصول على صورة مقبولة عند تشغيله مع جهاز عرض متواضع المستوى، وكما هي الحال لدى ميكروسوفت وجهاز 360 فالبلاي ستيشن 3 سيباع مع لوحة ايثرنت قادرة على التعامل مع خطوط الانترنت اللاسلكية 802.11b و802.11 g (هاي فاي) إضافة إلى إمكانيات دعم الجهاز عبر الناقلات السلكية دي اس إل (DSL) و موجات البث ذات السرعات الفائقة (بروندباند).

الأمر الذي يشار إليه هنا هو أن شركة سوني وهي ثاني أكبر مصنع للأجهزة الإلكترونية المنزلية في العالم وتسيطر على سوق أجهزة الألعاب بجهاز بلاي ستيشن 2، قد تخسر نحو 20 نقطة من حصتها في السوق التي وصلت إلى 70 في المئة. ويتوقع أن تذهب معظم هذه النقاط إلى شركة مايكروسوفت.

ويقول هيروشي كاميدي وهو محلل ألعاب يعمل في شركة كي.بي.سي. للسندات المالية: «المخاطر أعلى كثيرا مما يتخيل الناس لأنه ما لم يتمكنوا (شركة سوني) من الحفاظ على موقفهم المسيطر بنحو 70 في المئة فإن الأمور ستكون صعبة للغاية بالنسبة لهم».

وتملك شركة سوني نحو 70 في المئة من حصة السوق العالمية فيما تملك كل من شركة مايكروسوفت وشركة نينتندو التي تعتزم إطلاق جيل جديد من جهازها في وقت لاحق من العام الحالي 15 في المئة.

وتأتي هذه المخاطرة في وقت تحاول الشركة فيه تطوير نفسها بعد أداء متعثر لصناعة أجهزتها الإلكترونية المنزلية.

وتوقعت شركة ويد بوش مورغان للسندات المالية في تقرير صناعي صدر في يوليو الماضي أن تصل مبيعات كل من (بي.سي.3) و(إكس.بوكس 360) إلى 23 مليون وحدة في العام 2007.

وقالت شركة سوني إنها ليست قلقة، وقالت متحدثة باسم شركة سوني كمبيوتر إنترتينمنت: «سنطلق جهازنا وفقا لجدول أعمالنا وإستراتيجيتنا»، مضيفا أنها تعتزم المنافسة هذا العام من خلال خطوط إنتاج متنوعة من جهاز (بي.سي.2) وألعاب بلاي ستيشن المحمولة.

و منذ الإعلان الأول عن تصنيع معالج الخلية بتكلفة ضخمة في العام 2002 والجميع تأكد ان البلاي ستيشن 3 سيكون باهظ الثمن. الحقيقة ان الجيل الثالث من محطة الألعاب سيكون أكثر الأجهزة تطوراً في الوقت نفسه احد أكثر الأجهزة تكليفاً في التصنيع.. فمع جميع التقنيات المتواجدة في البلاي ستيشن 3 بدءاً من قارئ الاسطوانات المذهل ووجود معالجات البلاي ستيشن الأول والثاني في قلبه بالإضافة إلى قدرة الأذرع اللاسلكية ودعم الإنترنت الفائق السرعة والكثير من الأمور الأخرى تصبح كلفة تصنيع الجهاز الواحد أكثر من 250 دولاراً وبيع الجهاز بسعر أقل من 400 دولار سيكلف سوني خسائر تصل إلى مليار دولار خلال العام الأول وفقاً لكريس موريس المحلل المالي لشبكة سي ان ان الإخبارية الأمريكية، وحتى يتم التوافق بين سعر التصنيع والبيع فالجهاز سيباع بسعر يتراوح بين 450 دولاراً إلى 600 دولار وهو رقم ليس بالكثير عطفاً على قدرات الجهاز التقنية بل إن بعض الهواتف المحمولة التي لا تحتوي على 2 بالمائة من قدرات هذا الجهاز ومواصفاته تباع بسعر أكثر من هذا، وسبق لسوني تقديم جهاز بلاي ستيشن 2 اكستريم بسعر 700 دولار وبيع منه أكثر من مليوني وحدة في السوق اليابانية.

وأي تعثر لأعمال البلاي ستيشن يمكن أن يوجه ضربة كبيرة لسوني في وقت أعلنت فيه الشركة في يناير أنها سوف تحقق أرباحا تبلغ 592 مليون دولار للسنة المالية المنتهية في مارس، بدلا عن الغرق في تنبؤات الخسارة التي تبلغ 85 مليون دولار.

ومن الممكن أن تكون الخسارة هي الأولى للسنة المالية بالكامل للشركة خلال أكثر من عقد منذ خسارتها في العام 1994 بسبب الخسائر المتعلقة بشرائها لشركة Columbia Pictures

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1512 - الخميس 26 أكتوبر 2006م الموافق 03 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً