«إني أختلف معك في الرأي، ولكني مستعد لأن أدفع حياتي ثمناً لحقك في إبداء رأيك»
فولتير
لا تختلف لعبة النرد عن لعبة الإعلام الغربي، كماً ونوعاً، بالتدوير أو التدويل، فقد بات هذا الإعلام خريطة سياسية للعالم مطلقاً، ومقياساً للرأي العام، بأدواته وآلياته الفذة،و بتغيير ما يمكن تغييره، سواء عبر «تقليب» الكلمة، أو «توضيح» الصورة بما يريد ويشتهي.
لذلك، عندما تتخلخل مراكز القوى، وتتعرى الفضائح الغائبة، وتكشف الحقائق، ببساطة، نجد أن الحقل الغربي يزج هويته بمسارات دايمقرطية أكثر تحديداً، وأكثر انفتاحاً على طبيعة الأفكار والأيديولوجيات، ينطلق الحقل بأهداف جديدة لصناعة الخبر، بأطر مرجعية للحقوق الديمقراطية المتكئة على مساحات شاسعة من الحرية، يكمن ذلك، بادراك هدف الرسالة الأعلامية والتأثير على المتلقى بالدرجة الأولى. وفي عمق هذا الإطار يكون الحقل العربي مجرد «فزاعة»!
الإعلام العربي، ما زال يرواح مكانه بين المراوغة، والتملص، والاستنساخ، محاولاً بذلك، تبديل وتغيير رصانة الكتابة الى ألاعيب الصورة، مستثمراً تحفيز الصورة الذهنية اللامتناهية للشاشة، صحيح، أنها تردم الهوة بين التعلم والأمية، في حال من أحوالها، صحيح ايضاً انها تجترح ثقافة ثالثة على البصر، إلا أنها تتموضع في مكان خاطىء.
الإعلام العربي، لم يتغير بعد، ولم يتجدد بعد، بل أصبح قوى عظمى لإدارة رؤوس الأموال والاستثمارات، يراهن على تحديات مجلجة خلفه، وواجبات ذاتية توازي متطلبات انفتاحه العولمي والعالمي، بفعل هذا الإعلام مايحلو له، بما لا يتعارض مع ما يحلو لذلك الآخر الممسك بزمام الأمور حقيقة.
ماذا حل بالإعلام العرب؟، والى أي وجهة يتجه؟، وما مدى فاعليته في المجتمع العربي؟، لدينا إجابات تتوارى خلف مفاهيم الحرية والانفتاح الحتمي. هذه نتيجة سريعة.
لا شك، أن الإعلام العربي مدجج بالأفكار والنظريات المنطقية، نوعاً ما. خصوصا حينما تتضارب القيم وتتمازج المفاهيم إزاء التطورات الشرق الأوسطية والأطروحات الجديدة التى تطرح بين فينة وأخرى، ولا ننأى عنها، من تخاطب طائفي، وحرب كلامية، وجدل مرجعي، وبرتوكول ديماغوجي، كل هذا وأكثر، يباب معقد وبالغ التطلب.
الإعلام العربي، يقبع بزاوية مظلمة مُرة المذاق، زبزاويا منفرجة مرات أخرى، هو يستدعي، ويفترض، ويتواصل، لهنيهات، ويتزرر أمام الإعلام الآخر لهنيهة أخرى، مثيرٌ حقاً. لكن، بقول ديمقراطي، وفعل دكتاتوري
العدد 1511 - الأربعاء 25 أكتوبر 2006م الموافق 02 شوال 1427هـ