شهدت عدة مدن في العالم الإسلامي (الجمعة) تظاهرات واحتفالات بمناسبة «يوم القدس العالمي» الذي يصادف كل آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام، والذي أطلقه مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني الراحل قبل 27 عاماً.
ففي إيران - صاحبة الفكرة - شهدت غالبية مدنها تظاهرات مليونية حاشدة شارك فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وغيره من المسئولين الكبار. أما العراق - على رغم الجراح الذي تنوء به - فأبى إلا أن يسجل اسمه من الداعمين للقضية الفلسطينية ولا يكون من الخاذلين لها، فخرجت الجموع الغفيرة في النجف والبصرة ومدينة الصدر منددة بالاحتلال الإسرائيلي و الخذلان العربي.
وفي الأراضي المحتلة - صاحبة الشأن بالمقام الأول - فإن هذا اليوم كان له طابعه الخاص لتصادفه مع»الجمعة اليتيمة» فلذلك امتلأ الحرم القدسي الشريف بعشرات الآلاف من المصلين، على رغم استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي القنابل المسيلة للدموع لمنعهم من التجمع والتظاهر بهذه المناسبة. وفي باقي مدن الضفة الغربية وقطاع غزة فقد تنوعت الاحتفالات في الإحياء من مهرجانات خطابية شارك فيها زعماء الحركات الجهادية وعروض عسكرية إلى هجوم بصواريخ محلية الصنع على المستوطنات. وشهد لبنان الجريح أيضاً وباكستان والبحرين ومصر وسورية وغيرها مسيرات واحتفالات مشابهة.
هذه المناسبة التي يراد منها إحياء الضمير الإنساني تجاه المعاناة التي لحقت بالشعب الفلسطيني خلال أكثر من نصف قرن، وبث روح النهوض نحو العزة وعدم اليأس والخنوع، والمثابرة الدائمة على دعم حركات التحرر والنضال، فينبغي ألا يتوجس منها البعض.بل ينبغي توجيه جل الاهتمام إلى هدفها أكثر من التحسس من مطلقها والداعي لها، وبغض النظر عن الخلافات المذهبية والسياسية نعتبرها جمعيا «سنة حسنة» تستوجب الاستمرار بها وتطويرها والوقوف ضد كل من يحاول أن يحشوها بإطار مذهبي أو طائفي أو حزبي ضيق، وألا تتحول إلى استعراض «فلكلوري» خال من المضمون، فلصاحب الفكرة الرحمة والامتنان وللمواصلين عليها الدعم والتأييد والتسديد، حتى تعود الروح لهذه الأمة التي ما فتئت من الانتكاسات كما فعلت المقاومة في لبنان التي ننعم بالعزة لانتصارها وصمودها
إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"العدد 1509 - الإثنين 23 أكتوبر 2006م الموافق 30 رمضان 1427هـ