العدد 1509 - الإثنين 23 أكتوبر 2006م الموافق 30 رمضان 1427هـ

السيارات اليابانية تغزو السوق الأميركية (1-3)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

قد تصبح شركة صناعة السيارات اليابانية العملاقة «تويوتا» ـ في القريب المنظورـ أكبر صانعة للسيارات في العالم، إذ تواصل مبيعات السيارات الأميركية الانخفاض، في حين تواصل الشركات اليابانية النمو. حاليا، مازالت شركة صناعة السيارات الأميركية (جنرال موتورز) أكبر شركة عالمية؛ غير أنها وشركة «فورد» تسرحان موظفيهما، وتقللان من حجمهما، تاركتين المجال لشركات «تويوتا» و»هوندا» و»نيسان»؛ للفوز بنصيب أكبر من السوق. إذا لماذا تحقق اليابان نجاحا؟ فيما تفشل فيه الولايات المتحدة؟

ويرى المحللون أن السوق الأميركية قد بدأت في التغير لصالح السيارات اليابانية منذ وقت طويل، يعود للسبعينات، عندما أدت أزمة النفط إلى حدوث تصاعد في أسعار الوقود. في ذلك الوقت كان صانعو السيارات الأميركية يصنعون سيارات كبيرة ثقيلة فارهة لا تكاد تقطع عددا محدودا من الأميال، مقابل كل جالون من البنزين تستهلكه. إزاء ذلك كان اليابانيون يقومون بصنع سيارات أصغر حجما وأرخص ثمنا، وتتميز بمواصفات اقتصادية متطورة تمكنها من التوفير في استهلاك الوقود. هذا زودها بقدرات تنافسية في مواجهة السيارات الاميركية التي كانت أعلى ثمنا في الشراء وأغلى كلفة في التشغيل.

على أنه ـ خلال ذلك العصر ـ كان ما يزال هناك الكثير من المشاعر المعادية لليابانيين في الولايات المتحدة، ولم تكن هناك رغبة كبيرة ـ في أوساط الأميركيين ـ لشراء السيارات اليابانية. وفي هذا الصدد يشير «هيرم ديلون» الصحافي المتخصص في صناعة السيارات في الولايات المتحدة إلى إنه ـ في تلك اللحظة ـ اتخذت الشركات اليابانية خطوة بارعة بنقل بعض إنتاجها إلى الولايات المتحدة. ويؤكد ديلون بالقول: «لقد أدرك اليابانيون ـ في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات ـ أنهم إذا ما شاءوا بيع سياراتهم في تلك السوق فسوف يكون عليهم أن يصبحوا جزءًا منها، ويمكن لذلك أن يتحقق عندما يبدأون في إقامة مصانع لتجميع أجزاء السيارات، وعندما يبدأون في إحضار صانعي أجزاء السيارات اليابانيين إلى أميركا الشمالية لصنع تلك الأجزاء».

وقد حقق ذلك الاتجاه نجاحا كبيرا، ومازالت الشركات اليابانية تقيم المزيد من مصانع التجميع في أميركا الشمالية اليوم، بينما من المتوقع قيام شركتي «جنرال موتورز» و»فورد» بتسريح ما بين 60.000 إلى 70.000 من موظفيهما في الأعوام المقبلة. على رغم حقيقة صنع كثير من تلك السيارات ـ الآن ـ في الولايات المتحدة؛ فإن «هيرم ديلون» يقول: إن اليابان مازالت هي المستفيدة من ذلك الرخاء، ويضيف: «عليك أن ترقب إلى أين يعود المال... أين تذهب الأرباح؟ من المؤكد أن السيارات تصنع هنا في الولايات المتحدة، بل إن كثيرا من الأجزاء يتم صنعها هنا بأيدي أميركيين؛ لكن إلى أين تذهب كل الأرباح في نهاية اليوم؟ إنها تذهب إلى اليابان».

ويساهم ارتفاع أسعار النفط اليوم ـ أيضا ـ في دعم صناعة السيارات اليابانية في السوق الأميركية. وعلى رغم قيام اليابانيين ـ اخيراـ بصنع سيارات فارهة أيضا؛ فقد ظلوا متمسكين بأنواع السيارات الصغيرة الأكثر شعبية. وكما يوضح «هيرم ديلون» ذلك قائلا: «أظهر اليابانيون قدرتهم على التلاؤم بسرعة مع المتغيرات؛ فقد واصلوا تطوير سياراتهم الاقتصادية الصغيرة. وبالتالي، وبينما ترتفع أسعار الوقود اليوم ثلاثة دولارات في الجالون الواحد في الولايات المتحدة، فإن اليابانيين يبدون مستعدين ـ تمامًا ـ لبيع سيارة اقتصادية... يمكن للشخص قيادتها ذهاباً وإياباً من عمله مع حصوله على عدد معقول من الأميال مقابل الجالون من الوقود. ويعتبر صانعو السيارات الأميركيون في موقف صعب للغاية في هذا المجال؛ لعدم توافر سيارات قادرة على المنافسة المتكافئة في هذا القطاع من السوق لديهم».

يضاف إلى ذلك، تعتبر أنواع السيارات الصغيرة ذات شعبية أكبر لدى الأفراد الراغبين في أن يكونوا أصدقاء للبيئة، لأنها لا تبعث قدراً كبيراً من العادم، كما أنها تستهلك قدراً أقل من الوقود

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1509 - الإثنين 23 أكتوبر 2006م الموافق 30 رمضان 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً