قال الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء الماضي إنه يرى مقارنة محتملة بين تصاعد العنف في العراق وهجوم «تيت» الذي حدث العام 1968 وجعل الأميركيين يفقدون التأييد للحرب في فيتنام.
وبهذه التصريحات بدأت حقبة جديدة لإدارة بوش وهي حقبة الزوال، وبها أثبتت الإدارة عدم فعالية سياستها تجاه محاربة الإرهاب، بل وصلت إلى حدِّ الفشل الذريع، لتفقد بذلك تأييدًا أوشعبية كانت تعوِّل عليها. ويعد هذا أول ثمار الجهل الذي تحاول هذه الإدارة إخفاءه، فالجهل بالشعوب من أكبر عيوبها.
فها هي إدارة بوش أقحمت نفسها في حرب دولية على ثلاثة محاور لا مفر منها ولا مفك إلا بالفوز أوالهزيمة، مع العلم أنها تترنح الآن في طريق الهزيمة. ففي أفغانستان وبعد حوادث 11سبتمبر/ أيلول اجتاحت القوات الأميركية كابل وذلك للانتقام من «طالبان» و»القاعدة» ولكن ما الفائدة إذا كانت تقف عند أناس قلوبهم من حجر لا يبالون أين ينامون أو ماذا يأكلون؟
وفي المحور الثاني الحرب على العراق التي إلى يومنا هذا لم تتمكن واشنطن من تبريرها تبريرًا منطقيًّا يفي بالغرض لصرف كل هذه المليارات على هذه الحرب، أو ليعطي سببًا لكي تقدم أم أوأخت أوزوجة من تحب. والنكبة الكبرى في هذه الحرب هي الحساب الخاطئ الذي دفعته للتمرغ في مثل هذا الصراع الاستنزافي. فطبقًا لحساباتها الأولية كان من المفترض أن تخرج القوات الأميركية والدولية من العراق قبل سنة مضت، ولكن الحقيقة أنها عالقة في المستنقع العراقي وعاجزة عن الخروج منه.
وأخيرًا وليس آخرًا، المحور الثالث ويتمثل في الصراع ضد الجماعات الإرهابية التي استفزتها أميركا بما يكفي لتقوم بعضِّ اليد التي كانت تدعمها في كل الميادين.
وبعد كل هذا التخبط بالكاد انتبه الحزب الجمهوري ومشرعوه إلى المستنقع الذي بدأ يغمرهم، لكي يصبحوا أضحوكة السياسيين، لينتهي عهد إدارة بوش الابن بأبشع نهاية محتملة
إقرأ أيضا لـ "محمد سلمان"العدد 1506 - الجمعة 20 أكتوبر 2006م الموافق 27 رمضان 1427هـ